كشفت أول التقديرات الإحصائية للتجارة الخارجية لشهر جانفي، عن مؤشر انعكاس الاضطرابات التي تواجه قطاع المحروقات على العائدات الجزائرية، فقد سجلت العائدات الجزائرية زيادة متواضعة ببلوغها 1, 7 مليار دولار مقابل 22 ,5 مليار دولار في نفس الفترة من 2012 بنسبة نمو بلغت 91, 3 بالمائة، بينما عادت الواردات إلى الارتفاع. ويواجه قطاع المحروقات سواء النفط أو الغاز، تقلبات عديدة، فقد تراجع إنتاج النفط الجزائري إلى أقل من 2 ,1 مليون برميل يوميا، في وقت تدنت الصادرات الغازية إلى مستوى 55 مليار متر مكعب. ورغم استفادة الجزائر من معدل سعر نفط هو الأعلى بمتوسط 112 دولار للبرميل، إلا أن الوضع العام يؤثر على العائدات الجزائرية ويعتبر شهر جانفي أول المؤشرات. في نفس السياق، عادت الواردات الجزائرية، حسب مصالح الجمارك إلى الارتفاع، حيث قدّرت في أول شهور السنة ب27 ,4 مليار دولار مقابل 06 ,4 مليار دولار في نفس الفترة من 2012 بنسبة نمو بلغت 14 ,5 بالمائة، وسجل أهم نسبة نمو وعلى غرار العام المنصرم في مجال المواد الاستهلاكية غير الغذائية التي تضم الأدوية والسيارات. وتساهم السيارات في الزيادة، فيما عرفت واردات الأدوية انكماشا، في وقت عرفت المواد الغذائية انخفاضا بنسبة 76, 3 بالمائة. وساهم انخفاض أسعار أهم المواد وتراجع استيراد أهمها ولاسيما الحبوب، في انخفاض الفاتورة. وتبقى واردات الأدوية تعرف ارتفاعا من سنة إلى أخرى، ما يكشف عن فشل السياسات المعتمدة محليا والتي أكدت على الرفع من قدرات إنتاج السوق المحلي وإحلال الواردات إلى حدود 70 بالمائة في غضون 2014 وهو رقم يستحيل تحقيقه بناء على واقع المؤسسات النشطة في السوق والتي لا تتجاوز حصتها 30 بالمائة. ووفقا لإحصاءات مصالح الجمارك بلغت واردات الأدوية في جانفي 2013، ما قيمته 73 ,126 مليون دولار، مقابل 51, 225 مليون دولار في جانفي 2012، بعد أن سجلت العام المنصرم ارتفاعا قياسيا في فاتورة الأدوية.