أكد المنتج والمخرج بشير درايس، أن وزارة الثقافة سلمته، أخيرا، تعهدا موثقا يتضمن تخصيص مبلغ قدره 2 مليون و 300 ألف أورو، لإنتاج الفيلم التاريخي الذي يسرد حياة الشهيد العربي بن مهيدي. قال بشير درايس، مخرج الفيلم، في تصريحات ل''الخبر''، إنه بعد ثلاث سنوات من موافقة لجنة القراءة على سيناريو الفيلم، قامت وزارة الثقافة بتوثيق تعهّدها الذي يتضمن صرف ما يقارب نصف تكلفة إنتاج الفيلم، بينما لم يتلق أي رد من وزارة المجاهدين، التي من المفترض أن تتكلف بالجزء الباقي. وأعرب بشير عن استغرابه لعدم قيام وزارة المجاهدين بتوضيح أسباب التأخير، ما دفعه، مؤخرا، للقيام بجولة في أوروبا، لإجراء مفاوضات مع عدة مؤسسات إنتاجية سينمائية، منها التلفزيون البلجيكي من أجل إنتاج الفيلم، وقال درايس: ''لقد قرّرنا تأخير تصوير الفيلم إلى شهر ديسمبر، بعدما كان مقررا شهر ماي القادم، على أمل الحصول على رد من وزارة المجاهدين''. وحسب رئيس جمعية المخرجين السينمائيين المحترفين الجزائريين، فإن وزارة المجاهدين لاتزال ترفض الرد على مراسلاته التي يطالبها فيها بتوضيح أسباب التأخر. كما أشار درايس إلى أنه وبعد تعهّد وزارة الثقافة، فالمبلغ الذي تم جمعه لإنتاج الفيلم إلى غاية الآن هو 3 ملايين أورو، والتي تمثل نسبة 50 بالمائة من تكلفة إنتاج الفيلم. وقد جاءت خطوة وزارة الثقافة، بعد أسابيع فقط من قرار الحكومة تأهيل وتحويل قاعات السينما المغلقة عبر التراب الوطني، بينما كانت وزيرة الثقافة خليدة تومي ربطت، في تصريحات سابقة لها، تأخر صرف ميزانية فيلم الشهيد العربي بن مهيدي بالإعداد لقانون السينما. ويندرج إنتاج الفيلم ضمن احتفال الجزائر بخمسينية الاستقلال، غير أن تأخر إنتاجه وسط الجدل الكبير، دفع وزارة الثقافة إلى دعم الفيلم ماليا خارج ذلك الإطار، كما أشار المخرج درايس الذي لايزال يطالب وزارة المجاهدين بتوضيح أسباب تأخر دعمها، معتبرا إنتاج الفيلم من طرفها واجبا وطنيا لحجم الشخصية التاريخية التي يتطرق إلها. ويسرد سيناريو الفيلم الذي تكفل بكتابته الروائي والصحفي المغترب مراد بوربون، القصة الكاملة والمسار النضالي للشهيد العربي بن مهيدي خلال الثورة، انطلاقا من العاصمة ومختلف مناطق الجزائر، ومن المقرر أن يتم تصويره في العديد من المدن الجزائرية وحتى العربية.