أعلنت النقابة الوطنية لعمال شبه الطبي عن تصعيد حركتها الاحتجاجية منتصف أفريل القادم وتحويلها إلى إضراب مفتوح في حال رفض الوزارة تطبيق محتوى القانون الأساسي لمستخدمي هذا السلك، وقدرت النقابة معدل الاستجابة للإضراب الحالي، الذي يختتم اليوم بمسيرة داخل المستشفيات بأزيد من 90 بالمائة. نظم، أمس، أعوان شبه الطبي وقفات احتجاجية على صعيد كافة المؤسسات الاستشفائية، وطالبوا الوزارة الوصية بالعدل بين جميع أسلاك القطاع و''إعطاء كل ذي حق حقه''، ولوحظ على احتجاجات عمال شبه الطبي هذه المرة بلوغ حالة التذمر من الأوضاع السائدة ذروتها، وصبت معظم انتقادات العمال المستجوبين على مستوى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة في قالب ''التجاوزات'' المسجلة في حقهم، سواء بسبب تماطل الوزارة في تطبيق القانون أو نتيجة الضغوط والمشاكل التي يعانيها هؤلاء يوميا بسبب تسلط الأساتذة رؤساء المصالح. واعتبر المحتجون بأنه من الظلم أن ''يلاموا'' على إضراب دفعتهم الوزارة إلى تنظيمه بعد مهلة كان لها فيها الوقت الكافي من أجل التحرك وحل المشاكل التي يتخبط فيها أعوان شبه الطبي بكافة فئاتهم، منذ سنوات طويلة. واختصر المعنيون حلول الأزمة في التزام وزارة الصحة بتلبية 4 نقاط أساسية منصوص عليها أصلا في القانون، وهي إدماج الممرضين المؤهلين في رتبة ممرض شهادة دولة صنف 10 مع الإفراج عن منحة المسؤولية بالنسبة لرؤساء المصالح والمطالبة بتفعيل التكوين حتى لا تصبح الترقية مرتبطة بالأقدمية وإنما بالتعليم. وبخصوص النقطة الأخيرة قال العمال إنه حان الأوان للتحدث عن الخروقات التي يرتكبها منتسبو الأسلاك المصنفة في خانة ''أقوياء القطاع'' ويتحمّل نتائجها الممرض باعتباره أضعف حلقة في السلسلة، حيث أوضحوا بأن غالبية الانشغالات المعبر عنها لا تستدعي أغلفة مالية هامة لحلها، ولكن جميع المنتسبين لسلك شبه الطبي يبحثون عن وضع مخطط للمسار المهني ل100 ألف شبه طبي يحتاجون إلى تكوين متخصص بغرض رفع مستوى الخدمات الصحية. يذكر أن الإضراب في مستشفى مصطفى باشا الذي يعرف تدفقا كبيرا للمرضى من مختلف نواحي الوطن توبع بنسبة 100 بالمائة مع احترام الحد الأدنى للخدمات في قسم الاستعجالات وضمان الخدمة الكاملة في المصالح الحساسة، على غرار مصلحة الأطفال والمواليد، بينما اشتكى المرضى المستجوبون من تأجيل عملياتهم الجراحية بسبب الإضراب، متهمين الوزارة بتركهم رهينة صراعاتها غير المنتهية مع نقابات قطاع الصحة، علما أن العملية الجراحية على صعيد جل مستشفيات الوطن تبرمج مسبقا بعدة أشهر. من جانبه أشار رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبي، غاشي لوناس، في تصريح ل ''الخبر'' إلى ''أن المشاركة الواسعة في الإضراب تترجم حجم المعاناة وإلا ما كنا نصل لهذه التعبئة''، وأفاد بأن أعلى نسبة استجابة سجلت في ولايات الوسط والشرق وبلغت 100 بالمائة في العاصمة والبليدة وتيزي وزو وبجاية وقسنطينة، فيما نفى وجود أي اتصالات من جانب الوزارة، لكنه علق على تنحية أمين عام وزارة الصحة في اليوم الأول من الإضراب بالتأكيد على أن ذات المسؤول كان يشرف على المفاوضات مع النقابة منذ ,2011 ولكن الأمور بقيت تراوح مكانها، كما أفاد بأن الاحتجاجات ستعرف تصعيدا في منتصف أفريل.