دعا الباحث المختص في الإسلام وعلوم الدين السيد صهيب بن شيخ اليوم الأحد بوهران إلى "تجاوز لاعقلانية الخطاب الديني السائد" حتى يتسنى للمجتمع " العيش بشكل كامل في الحداثة". وأوضح السيد صهيب بن شيخ في محاضرة قدمعا بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية حول موضوع "الخطاب الإسلامي بين التاريخ وعلوم الدين" أن "الخطاب الديني الغامض وغير العقلاني السائد في المشهد العمومي والمؤسسات يعيق تحقيق الحداثة". وأشار المحاضر أن مراجع الخطاب الديني الحالي "ليست سوى قراءات شخصية لأفراد في حين أن الإسلام هو مرجع مطلق". وأبرز أن "للرجال والنساء أفكار ويقومون بقراءات عن الإسلام وفقا لتطلعاتهم وظروفهم وتقديرهم" مذكرا بأن مراجع الإسلام أربعة وهي القرآن والسنة والإجماع والإجتهاد. واعتبر السيد بن شيخ أنه ينبغي على أي بحث حتى ولو كان علميا في مسائل الدين أن "يتحلى بالحذر والتواضع والإهتمام". كما شدد على ضرورة "إجراء بحث أثري حقيقي حول الكلمات عن طريق مقاربات متعلقة بفقه اللغة واللسانيات". وذكر أنه "يتعين على الباحث العثور على المعاني الحقيقية التي ترجع إلى النص المؤسس للدين وكذا النصوص التفسيرية والحذر من علم أصل الكلمة بإعتبار أن معاني الكلمات تتغير بمرور الزمن وفقا لاتفاقيات ضمنية تفرض على كل جيل من مستخدمي اللغة". وحذر المتدخل من "عدم فعالية" القواميس والمعاجم في شرح لفظة قرآنية مشيرا أن هذا العجز يفسر "بالنظر إلى أن القواميس تتأثر في كثير من الأحيان بالقوة البلاغية للقرآن نفسه وبالميل أو الوضع التفسيري والديني لمؤلف القاموس". وللتذكير فقد ألف السيد صهيب بن شيخ الذي هو مفتي مرسيليا سابقا عدة كتب تتناول الإسلام بفرنسا والحداثة والعلمانية. ومن بين مؤلفاته الأكثر شهرة تجدر الإشارة إلى "ماريان والرسول" و"الإسلام في مواجهة العلمانية الفرنسية".