عاشت ولاية معسكر، بعد ظهر أمس، حالة طوارئ كبيرة، بعد أن أقدم مدير التنظيم والشؤون العامة، دريس عبد الكريم، على الانتحار في مكتبه باستعمال الرصاص، مباشرة بعد التوبيخ الذي تعرض له من الوالي، أولاد صالح زيتوني، بحضور قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني. الحادثة وقعت بعد رفع الجلسة الصباحية لأشغال المجلس الولائي. وذكر شهود عيان أن الوالي خرج غاضبا منها، واستدعى مدير التنظيم في إحدى الزوايا وأخذ يصرخ في وجهه. وأضافوا أن الوالي ''تجاوز هذه المرة كل الحدود مع مدير التنظيم، رغم أن إطارات الإدارة المحلية تعودوا على خرجاته وهيستيريته''. وأضافت مصادرنا أن ''دريس عبد الكريم لم يتحمل تلك الإهانة، فتوجه إلى مكتبه وأخرج مسدسه وأطلق رصاصة على رأسه''، لينتشر الفزع في الولاية، ويسرع الإداريون والإطارات صوب مكتبه ليجدوه ملقى على الأرض والدماء تسيل منه. وقد قام عدد من مستخدمي مصالح ولاية معسكر بمحاصرة ديوان الوالي، ومنعوه من الخروج، إلى أن تدخلت مصالح الدرك التي أخرجته من مقر الولاية تحت حراسة مشددة، وحضر النائب العام لدى مجلس قضاء معسكر، مع الشرطة العلمية لمعاينة الجثة. كما تنقل ابن الفقيد وشقيقه من مدينة سعيدة إلى معسكر، ونظم عمال مصالح ولاية معسكر مسيرة داخلها، رددوا فيها شعارات ''الوالي أساسان''. في حين خرج المئات من سكان مدينة معسكر إلى الشارع وتوجهوا نحو مقر الولاية الذي حاصرته مصالح الأمن لتفادي أي انزلاق. ولقد اشتهرت ولاية معسكر، منذ تعيين أولاد صالح زيتوني واليا لها، بحوادث وفيات المسؤولين بجلطات دماغية، منهم رئيسا دائرتي معسكر والتاغية، عباس الشيخ. هذا الأخير حمل أولياؤه الوالي مسؤولية وفاته. كما تم يوم 16 أفريل الماضي نقل رئيس دائرة معسكر في حالة خطيرة إلى المستشفى.