كيف استقبلتم سحب أمريكا لمقترحها حول توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان، وهو المطلب الذي ناضلت من أجله كثيرا السيدة أمنتو حيدار؟ نحن رحبنا بالمبادرة الأمريكية التي تعد سابقة من نوعها لأنها كانت ستوفر الحماية لآلاف الصحراويين المضطهدين من قبل المغرب والمحرومين من حقوقهم، لكن الهيستريا التي طبعت الموقف المغربي بعد الإعلان عن المبادرة الأمريكية، أكدت لنا على أنه يخفي جرائم دولة ارتكبها ضد الصحراويين عن المجموعة الدولية، أنا هنا أشكر الدولة المغربية لأنها زكت مطالبنا من خلال رد فعلها الهستيري. وما حز في أنفسنا هو مقارنة مجلس الأمن من خلال لائحته بين الجلاد والضحية، وفيه دول كبرى غلبت المصالح على شعارات حقوق الإنسان لأنها لا تؤمن بها. وأنا شخصيا أبديت قلقي حول وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية خلال لقائي بالمندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، وخلال لقائي بالأمين العام الأممي، بان كي مون، وقلت لهما إننا نتخوف أن تتحول المقاومة السلمية إلى عنف مادام لا يجد الشباب إطارا يحمي حقوق الإنسان. وبالمناسبة أحيي الموقف الأمريكي الذي أعطى دعما معنويا للمقاومة السلمية وخلف ارتياحا لدى الجماهير الصحراوية، لكن أتأسف للموقف الإسباني والفرنسي. لكن المغرب يتحدث عن نصر دبلوماسي.. ما تعليقكم؟ في الحقيقة هو نصر مزعوم، وانتكاسة دبلوماسية، لأن المبادرة جاءت من حليف للمغرب، إضافة إلى التقارير المتوالية للجنة الأممية ضد التعذيب وتقرير الخارجية الأمريكية وتقرير مؤسسة كينيدي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، والتي كانت خلاصتها أن المغرب ينتهك حقوق الإنسان. وكيف يعد انتصارا والمغرب في أول امتحان له ارتبك وحرك أبواق المخزن والدعاية، والصورة الآن واضحة أمام الشعب المغربي والدبلوماسية المغربية فقدت مصداقيتها. والأقلام الحرة المغربية أبانت بكل شجاعة عن ضعف المواقف وقالت إنها نكسة وليست انتصارا. هل تتوقعون تراجع المغرب عن انتهاكاته لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية بعد المقترح الأمريكي؟ التقرير هو إنذار قوي للمغرب وتوسيع صلاحيات المينورسو سيكون آجلا أو عاجلا، والمغرب مادام يحرم الصحراويين من حقهم في تقرير المصير والاستقلال سيكون مضطرا لمواصلة انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والشعب الصحراوي لن يتخلى عن نضاله حتى الحصول على كل حقوقه.