لم تخرج، أمس، عملية بيع التذاكر الخاصة بنهائي كأس الجزائر بين الفريقين الجارين مولودية واتحاد الجزائر، عن القاعدة، حيث شهدت فوضى كبيرة، تخللها رشق بالحجارة واستعمال الأسلحة البيضاء، ما أدى إلى حدوث إصابات، في الوقت الذي نفدت التذاكر في ظرف 30 دقيقة بعد فتح شبابيك البيع. على غرار كل المواعيد الكروية الكبيرة، عرفت شبابيك مركب ملعب 5 جويلية، أمس، غزوا منتظرا لأنصار اتحاد ومولودية الجزائر، لاقتناء التذاكر في اليوم الأول الذي طرحت فيه للبيع، وتحوّل محيط الملعب إلى شبه ساحة معركة بين الأنصار، بسبب خشية هؤلاء من نفاد التذاكر وبالتالي تفويت فرصة مشاهدة اللقاء من مدرجات ملعب 5 جويلية. وبرغم الإجراءات الأمنية التي اتخذت لضمان نجاح بيع التذاكر، إلا أنها بدت غير كافية، في ضوء الحساسية الموجودة بين الفريقين والحرب النفسية التي اندلعت قبل أيام بين الأنصار، حيث لم يستطع المنظمون التحكم في المقتضيات المعقدة للعملية، برغم أن كل المؤشرات كانت توحي بأن ملعب 5 جويلية سيعرف تدفقا كبيرا لأنصار الفريقين. واضطر بعض الأنصار إلى شراء التذاكر في السوق السوداء أو التخلي كليا عن المخاطرة بالاصطفاف أمام الشبابيك لاقتناء التذاكر. وقد ابتكر المشاغبون والمنحرفون ورقة التهديد باستعمال الخناجر ضد الأنصار المصطفين لإجبارهم على ترك مواقعهم في الطابورات، ولم يكن أمام الأنصار ''الضعفاء''، إلا ترك مكانهم في الطابورات، أما الأنصار الآخرون، فقد اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم للحصول على التذاكر، ولم يخرج كل الأنصار من الشجارات سالمين. وتتحمل إدارة المركب مسؤولية انحراف الوضع، بسبب تخصيصها شباكين اثنين فقط في أول ساعة من انطلاق العملية، الأول خصص لاتحاد الجزائر والثاني خصص لأنصار مولودية الجزائر، في الوقت الذي كان ممكنا تعبئة كل أعوان الملعب لضمان بيع التذاكر في ظروف طبيعية وتخصيص عدد كبير من الشبابيك للاستجابة للطلب من دون أن يضطر الأنصار إلى التدافع لاقتناء التذاكر. الجرحى نقلوا إلى مستشفى بني مسوس وبلغ عدد المصابين، حسب مدير الأمن والوقاية بالحماية المدنية، زوبير معريش، في تصريح ل''الخبر'' أمس، 17 مناصرا، وقد نقل هؤلاء على جناح السرعة إلى مستشفى بني مسوس، كما تم تسجيل، يضيف ذات المصدر، حالات إغماء وسط الأنصار، بسبب حالة التوتر التي شهدتها عملية بيع التذاكر، وتم تسجيل إتلاف زجاج سيارة إسعاف تابعة لمصالح الحماية المدنية، إلا أن الأنصار الحاضرين بالملعب، أكدوا ل''الخبر'' أن عدد الجرحى يفوق ال20، وقد تم التكفل بالمصابين، الذين أكد بخصوصهم المسؤول المذكور، أن حالتهم ليست خطيرة. واستدعت حالة الذعر التي سيطرت على أجواء محيط الملعب تعزيز الحضور الأمني، حيث تم الاستنجاد بوحدات إضافية لضمان الأمن الذي تم استعادته بعد ساعات من الفوضى. كما تسببت حالة الفوضى والرشق بالحجارة بين المناصرين، في تحطيم زجاج بعض السيارات والحافلات التي كانت تسيير في الطرق المحاذية للملعب الأولمبي. كما خلفت هذه الأحداث ذعرا كبيرا لدى الطلبة الذين كانوا على متن حافلات خاصة بنقل الطلاب، متوجهين إلى جامعات دالي ابراهيم وبوزريعة وكذا بن عكنون، إلى درجة أن بعض الطالبات أغمي عليهن. سعر التذكرة بلغ 1500 دينار في السوق السوداء اضطر عدد كبير من أنصار الفريقين إلى اقتناء التذاكر في السوق السوداء بمبلغ 1500 دينار للتذكرة، خاصة بعدما عمد أعوان المركب إلى بيع مجموعة من التذاكر دفعة واحدة لامتصاص غضب الأنصار، ولم يكن بإمكان إدارة المركب طرح أكثر من 50 ألف تذكرة للبيع، برغم أن مدرجات الملعب تتسع لأكثر من هذا العدد، وقد تم تقليص العدد لدواع أمنية. كما بدا التخوف باديا على أنصار ''العميد''، من عدم تمكنهم من الحصول على التذاكر، بعدما بلغت مسامعهم أنباء عن قيام إدارة اتحاد الجزائر بشراء حصة من التذاكر ليتم بيعها في معاقل الفريق بباب الوادي، حيث أثارت هذه الأنباء غضب أنصار المولودية، واعتبروا الحادث بمثابة محاولة لإقصائهم من اللحاق بالمدرجات يوم الفاتح من ماي لتشجيع المولودية.