نقلت المجلة الفرنسية الشهيرة ''ماريان''، شهادات لمسلحين سابقين من الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا)، يؤكدون ضلوعهم المباشر في مقتل رهبان دير تيبحيرين بولاية المدية عام 1996. واستنادا لفيلم وثائقي سيبث يوم 23 ماي على القناة الفرنسية (فرانس 3)، خصصت الأسبوعية ركنها ''الحدث'' لهذه المأساة التي مر على وقوعها 17 سنة تحت عنوان ''الحقيقة حول اغتيال رهبان تيبحيرين''. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن أسبوعية ''ماريان'' ذكرت أن الجماعة الإسلامية المسلحة تبنّت الجريمة في بيانها ال 44 الصادر في نشريتها ''الأنصار''، ولكن ''مع ذلك ومن أجل تبرئة ''مسؤولية الإسلاماوية وهمجيتها، حمّلت مسؤولية الاغتيال لهفوة من الجيش الجزائري أو مؤامرة من مصالح المخابرات''. وأكدت الأسبوعية أن ''المواجهة كانت على منابر الصحف، وحتى المحاكم، حيث ذكرت ماريان أنها تناولت هي الأخرى الأحداث وذكرت بهمجية الجماعة الإسلامية المسلحة''، معربة عن ''يقينها'' بأنه اليوم وبعد مرور ''17 سنة عن اغتيال الرهبان، سيحتد الجدل مرة أخرى'' و''اليوم أكثر من أي وقت، مضى ستحاول الأيديولوجية تلك التي ستتهم الجيش والسلطة الجزائرية التهجم ضد قوة وحقيقة الشهادات''. والقصة الشائعة في ملف الرهبان السبعة، أن فشل أجهزة الإستخبارات الفرنسية في المفاوضات مع ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' سابقا، تحت قيادة جمال زيتوني ''أبو عبد الرحمن أمين''، كان سببا في إعدام الرهبان السبعة، حيث استمرت المفاوضات ما يفوق الشهر إثر إرسال ''الجيا'' لمفاوض يدعى ''عبد الله'' للسفارة الفرنسية للقاء السفير سرا، وأيضا تعمّد المخابرات الفرنسية إرسال مفاوض للقاء زيتوني، وانتهت بالفشل وإعلان ''الجماعة'' قطع رؤوس الرهبان. وكانت السلطات القضائية في باريس، أعادت إحياء هذا الملف قبل أربعة أعوام منذ شهادة جنرال فرنسي يدعى فرانسوا بوشوالتر، الذي تولى منصب الملحق الدفاعي في السفارة الفرنسية في الجزائر ما بين العامين 1995 و1998، واعتبرت جهات جزائرية تلك الخطوة ب ''الورقة السياسية التي تلعبها فرنسا للضغط على الجزائر''. ووفقا لتقرير ''ماريان'' التي تابعت إنجاز هذا الشريط الوثائقي، فإن حسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوى والقتال يقدم شهادته حول الحادثة، فيقول إن جمال زيتوني أمير ''الجيا'' حينها ليقول له: ''أبلغك أني قتلت الرهبان هذا الصباح''، كما نقلت شهادات أبو إيمان الذي وصفته بأنه آخر سجاني الرهبان المغتالين، الذي حضر قطع رؤوسهم، والذي قال: ''لم نطلق أية رصاصة. لقد تم ذبحهم بالسكين. قال لي أحد الإرهابيين خذ اذبح... كنت مرعوبا. فدفعني ثم ذبحه''. كما نقلت شهادة ''أبو محمد'' الذي عرف بأنه أمير الجماعة الإسلامية المسلحة، أن ''زيتوني قرر التخلص من الرهبان. لم يكن من السهل التخلص من أجسادهم كاملة، فقاموا بقطعها''، مضيفا أنهم ''دفنوا الجثامين في جبال بوفرة. وأنا حملت الرؤوس في سيارة ورميتها على الطريق''. وسجلت الأسبوعية أيضا، أن الهدف من اختطاف الرهبان كان تمكين الجماعة الإسلامية المسلحة التي كانت تطالب بإطلاق سراح عبد الحق العيادة، من التعريف بنفسها لفرنسا كمحاور، معتبرة أن ''ما يظهره هذا الفيلم هو أن أنانية السياسيين الفرنسيين والبلبلة والمزاحمة في قلب سفارة فرنسابالجزائر، عوامل كان لها دور في هذه المأساة''.