الإضراب الأول كلّف خسارة تجاوزت ال 100 مليون دولار اضطر، أمس، مسؤولو سوناطراك، إلى عقد اجتماع طارئ لتسوية وضعية إطارات أكبر المنشآت الغازية في الجزائر، ''تيفنتورين''، لإيجاد حل ل 183 إطارا لم تستكمل عملية إدماجهم بالشركة، والذين نظموا اعتصاما أمام مقر الشركة. استقبل، أمس، بمديرية الشركة، ممثلون عن العمال المعتصمين أمام المقر، لتتم طمأنتهم والشروع في تنظيم اجتماع استعجالي بمشاركة المديرين التنفيذيين للشركة، لإيجاد حل لهؤلاء والذين يقومون حاليا بتسيير أهم منشاة غاز بالجزائر. بالمقابل، نظمت وقفة احتجاجية، على مستوى موقع تيفنتورين بعين أمناس، للمطالبة باستكمال عمليات إدماج من تبقّى من الإطارات والعمال. وندّد العمال الحاضرون في الاعتصام، بإقصائهم من عمليات الإدماج التي مست ال 87 عاملا، والذين استفادوا من قرار الرئيس المدير العام السابق لسوناطراك، محمد شرواطي، القاضي بفتح التوظيف لعمال المنشأة، ليصطدم من تبقّى من إطارات المنشأة، والمقدر عددهم ب 183 إطارا، بتوقيف العملية بعد إيداع ملفاتهم ومنحهم أرقاما تسلسلية للاستفادة من نفس القرار، مباشرة بعد تعيين عبد الحميد زرفين خلفا لشرواطي، بالرغم من أن هؤلاء يتقلّدون مناصب حساسة في المنشأة واستفادوا من العديد من دورات التكوين، سواء داخل أو خارج الوطن، أنفقت عليها الشركة مبالغ هامة لضمان تحويل تكنولوجيات جديدة للمواقع النفطية الجزائرية. وتساءل المعتصمون، أمس، عن المعايير التي اعتمدتها الشركة في توظيف زملائهم وإقصائهم من العملية، رغم أن جميعهم استمروا في العمل في هذا الموقع النفطي، بعدما عايشوه من رعب في حادثة الاعتداء المسلح، منتصف شهر جانفي الماضي، على الموقع. من جهة أخرى، أسرت مصادر مطلعة من الشركة ل''الخبر''، أن الإضراب الذي نظمه هؤلاء العمال احتجاجا على عدم توظيفهم في الفترة الممتدة بين 21 جوان و8 أكتوبر من السنة الماضية، كلّف جمعية الشراكة المتواجدة في الموقع والمكونة من سوناطراك والشركة النرويجية ''ستاتول'' والبريطانية ''بريتيش بيتروليوم''، خسائر بلغت قيمتها ال 113 مليون دولار. في نفس السياق، أوضحت ذات المصادر أن إضراب هؤلاء ليس لصالح الشركة، وخاصة أن مفاوضاتها مع الشركة البريطانية تزداد تعقّدا، مشيرة إلى أن الاستقرار الاجتماعي في الموقع عامل هام لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية. كما أن إضراب هؤلاء، تقول نفس المصادر، يمكن أن يتسبب في تذبذب مداخيل وسوناطراك من الغاز، علما أن مصنع تيفنتورين يضمن حوالي 18 بالمائة من صادرات الغاز.