على المؤمن أن يجتهد في دفع الرياء عن نفسه، وألا يكون له نيّة ولا قصد في جميع طاعاته وعباداته إلاّ التقرّب إلى اللّه وطلب ثواب الآخرة، فبذلك يَخلص من الرياء، ويسلم من شرّه وبليَّته إن شاء اللّه تعالى. ومهما خاف على نفسه الرّياء فليُخْف أعماله ويفعلها في السرّ، حيث لا يطّلع عليه النّاس، فذلك أحوط وأسلم، وهو أفضل مطلقًا، أعني العمل في السرّ حتّى لمن لم يخفْ على نفسه الرّياء، إلاّ للمخلص الكامل، الّذي يرجو إذا ظهر العمل أن يقتدي به النّاس فيه.. ومن الأعمال ما لا يتمكّن الإنسان من فعله إلاّ ظاهرًا، كتعلّم العلم وتعليمه، وكالصّلاة في الجماعة والحجّ والجهاد، ونحو ذلك. فمن خاف من الرّياء حال فعله شيئًا من هذه الأعمال الظاهرة، فليس ينبغي له أن يتركه، بل عليه أن يفعله، ويجتهد في دفع الرّياء عن نفسه، ويستعين باللّه تعالى، وهو نعم المولى ونعم المعين.