تعود مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفولة، ووضعية الطفل الجزائري من حيث توفير الحماية، في تدهور مستمر، ف "غول الاختطافات" أصبح يفتك بفلذات أكبادنا، ولا يمر يوم إلا ونستيقظ فيه على نهاية مأساوية لأطفال في عز الزهور، بينما تشير أرقام الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ‘'ندى''، إلى أن 16 ألف طفل تعرضوا لمختلف أشكال العنف خلال الفترة الممتدة من جوان 2012 إلى ماي 2013، و220 طفل تعرضوا للاختطاف في نفس الفترة. مع كل مناسبة للاحتفال باليوم العالمي للطفولة، تدق مختلف الجمعيات ناقوس الخطر حيال معاناة الطفل الجزائري في ظل غياب آليات حماية ناجعة. وحسب ما أكده رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، ‘'ندى''، عبد الرحمن عرعار، في اتصال ب "الخبر"، أمس، فإن الطفل الجزائري أصبح يشعر بعدم الأمان داخل بيئته، وخاصة في الأسرة، لأن الأولياء الذين هم أول مسؤول عن توفير الحماية له، أصبحوا ينتهكون حقوقه. كما أن الشارع الذي كان يجمعه بالأصدقاء لقضاء ساعات من الترفيه والشغب، تحوّل إلى مكان مخيف تترصده فيه عصابات تبحث عن إشباع نزواتها الحيوانية، ليجد الأولياء أنفسهم مجبرين على مراقبة أطفالهم في الشارع، وكذا اصطحابهم إلى المدرسة، خاصة بعد تكرار سيناريو الاختطافات في السنوات الأخيرة. وأبرز محدثنا أن نقص ثقافة حقوق الطفل في المجتمع الجزائري، تعد من أهم أسباب تدهور وضعية الطفل، داعيا إلى تجديد آليات الحماية، بداية من التشريع الجزائري، لا سيما سنّ قانون جديد لحقوق الطفل، حيث تمت دراسته من قبل مجلس الحكومة، وسيتم عرضه على مجلس الوزراء ثم البرلمان. وتشير أرقام مصالح الأمن، إلى أن الجزائر تحصي أكثر من 15 حالة اختطاف شهريا لأطفال تبلغ فئتهم العمرية بين 2 و10 سنوات، يتم اختطافهم من أمام منازلهم، بينما تم إحصاء أكثر من 500 طفل مختطف بين 2010 و2012، و50 بالمائة من حالات اختطاف الأطفال في الجزائر دافعها الاعتداءات الجنسية. من جهته، قال المكلف بالإعلام لمنظمة "اليونيسيف" في الجزائر، فيصل عولمي، إنه سيتم الكشف عن نتائج دراسة ميدانية مست 28 ألف عائلة جزائرية حول وضعية الطفل الجزائري، نهاية الشهر الجاري، وإعطاء صورة دقيقة حول جميع حقوقه، بما في ذلك مدى توفير الحماية له. وذكر ممثل "اليونيسيف" أن حوادث اختطافات الأطفال التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة، سببها العائلة، وبالأخص الأولياء، المطالبين بتعليم أبنائهم كيف يحمون أنفسهم. وفي سياق آخر، أكد أن الجزائر أحرزت تقدما ملحوظا في تحسين وضعية الطفل، حسب نتائج تقرير قدم لمنظمة الأممالمتحدة العام الماضي، ولكن يواصل عولمي: "هذا لا يعني أنه لا توجد نقائص".