تحدى المحتجون الأتراك تهديدات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وواصلوا احتجاجاتهم واصطدموا للمرة الثانية على التوالي بالشرطة في أنقرة، ليلة أمس الأول. وغير بعيد عن مكان الاحتجاج، خطب أردوغان أمام عشرات الآلاف من أنصاره، ودعاهم لحشد كبير يوم السبت القادم في العاصمة أنقرة، ويوم الأحد في اسطنبول. وفقا لما جاء في تقرير بثته قناة “سكاي نيوز عربية”، فإن نزول أنصار حكومة “أردوغان” إلى الشوارع أثار تخوفا كبيرا من حدوث صدامات بين أنصار الحكومة ومعارضيها، خاصة أن أنصارها بدأوا في التدفق إلى الشوارع بشكل غير منظم. وفي خطابه الذي ألقاه في الساعات الأولى من ليلة أمس، تحدى أردوغان المعارضة التركية بمختلف أطيافها لمواجهته في الانتخابات المقبلة، وصرح “نقول للمحتجين اصبروا سبعة أشهر فستكون صناديق الاقتراع أمامكم، أدلوا بأصواتكم وقتها كما تريدون، هذه هي الديمقراطية”. وسبق لحزب العدالة والتنمية أن هزم أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري في ثلاثة انتخابات برلمانية حاسمة، وتمكن في آخر انتخابات من الاستحواذ على أكثر من 52 بالمائة من الأصوات التي سمحت له بتشكيل الحكومة منفردا دون الحاجة إلى أي تحالفات، مستفيدا من الطفرة الاقتصادية التي عرفتها تركيا منذ وصوله إلى الحكم في 2002. وسخر أردوغان من دعاة البيئة الرافضين لإزالة حديقة جيزي في ميدان تقسيم، وأكد أن المسألة ليست 15 شجرة في ميدان “تقسيم”، مشيرا إلى أنهم زرعوا “مليارين و800 مليون شجرة منذ قدومنا للحكم قبل 10 سنوات”. وتابع “جاء البعض اليوم ليعطينا درسا في البيئة”، مذكرا أنصار البيئة المعارضين بالزمن الذي سبق وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، عندما “كانت الصحف توزع الأقنعة على السكان للحماية من التلوث في اسطنبول، لم تكن هناك مياه نظيفة للشرب”، وتساءل متعجبا “هل تعرفون كيف كانت رائحة مياه الخليج في اسطنبول”، ملمحا إلى الدور الذي لعبه حزبه في تخليص اسطنبول التي يسكنها 17 مليون نسمة من التلوث. وذكرت صحيفة “يني شفق” التركية أن رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، لم يختر الحوار أو التراجع وإنما اختار أن يخوض المعركة ضد الذين شنوا حركة المقاومة ضده، بعد أن جعلوا ميدان تقسيم ذريعة لهم لمطالبة حكومته بالاستقالة، مضيفة أن أردوغان سيعمل على الاستجابة للذين يختارون طريق الديمقراطية وكسبهم لصفوفه. وأكد أردوغان لأعضاء اللجنة المركزية لحزبه العدالة والتنمية في اسطنبول، أنه يرى أن المناهضين لسياسته هم مجموعة تعرب عن عدم ارتياحها لعملية السلام الجارية منذ أشهر في تركيا بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، وقال “سنستمر في سياستنا المرسومة وسننجح في طريقنا الذي رسمناه لأنفسنا”. وأوضح بأنه يمتلك وثائق استخباراتية بما تشهده الساحة التركية ومن يقف وراءها، مشيرا إلى أن “هدف الجميع هو شخص أردوغان ولكنني سأحاربهم”. وفي سياق ذي صلة، أحالت السلطات التركية 13 مشتبها بهم في محافظة أضنة على المحكمة في قضية إثارة أعمال شغب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد ضحايا الاحتجاجات، منذ 31 ماي الفارط، ثلاثة قتلى، من بينهم شرطي و4700 جريح من بينهم 600 شرطي.