اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أطرافا خارجية بالوقوف وراء تلك الاحتجاجات، والمعارضة بتأجيجها "لتحقيق مكاسب سياسية". وقال في مؤتمر صحافي صباح أمس بأنقرة، إن بلاده ستحاسب هذه "الأطراف الخارجية" ورفض الكشف عن هويتها، قائلا إن الاستخبارات التركية ما تزال تحقق بالموضوع وإنه لن يذكر أسماء الآن، مضيفا "الذين ينصحوننا بالاعتدال عليهم أن يمارسوا الاعتدال في بلادهم أولا". واتهم رئيس الحكومة المعارضة بالسعي وراء مكاسب سياسية، وتساءل "ما علاقة أنقرة وأزمير بخطط الحكومة لتطوير ميدان تقسيم في إسطنبول". وقال أيضا "الذين لم يستطيعوا هزم حزب العدالة والتنمية عبر صناديق الاقتراع يريدون تحقيق نجاح عبر هذه الوسائل". وتابع "بعد عشرة أشهر ستكون هناك انتخابات والشعب سيرد على هذه الاستفزازات عبر صناديق الاقتراع". وسخر أردوغان من وصف المعارضة له بأنه دكتاتور، ودعاها إلى "عدم استغلال حادثة بعينها من أجل خلق الفوضى". وفي الأثناء، عاد الهدوء إلى المدن الرئيسة في تركيا صباح أمس، بعد مظاهرات واشتباكات مع الشرطة. وانسحب المتظاهرون من ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول الذي اعتصموا فيه للمطالبة باستقالة حكومة أردوغان، وعاد الهدوء مع ساعات الصباح الأولى، وأظهرت صور بثتها الجزيرة صباح أمس وقد بدا الميدان خاليا إلا من بعض المارة. وبعدما ملّ العالم من الوقفات التضامنية مع القضايا التي لا تصل إلى خاتمة سعيدة، انتقل المحتجون من مختلف بقاع الأرض إلى التظاهر لإسقاط رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان. وانتشرت هذه الوقفات التضامنية مع محتجي ساحة تقسيم في إسطنبول في عدة بلدان أوروبية ووصلت إلى المغرب وإسرائيل، فيما يبدو تجاهلا لمبدأ عدم جواز "التطفل على الشؤون الداخلية للدول". وتنوع "محتجو العالم" ضد أردوغان بين مغتربين أتراك معارضين لسياسات الحكومة التركية الحالية، وناشطين في مجالات عدة، وفئة ثالثة "انتهزت" الفرصة للتعبير عن غضبها من تركيا ككل لأسباب كثيرة.