قال محافظ المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، عز الدين قرفي، الذي تنطلق فعالياته مساء اليوم الخميس، من محطة ميترو البريد المركزي بالجزائر العاصمة، إن التظاهرة التي تدوم إلى غاية يوم 23 جوان الجاري، أصبحت، بعد كل هذه السنوات بمثابة حدث ثقافي للمؤلفين، يملك تقليد تقريب الكتاب من الجمهور، على خلاف الصالون الدولي للكتاب الذي يعتمد أساسا على عملية البيع. واعتبره بمثابة “تظاهرة صيفية تجمع بين التنشيط الفني والفعل الثقافي”. ذكر، عز الدين قرفي، محافظ المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، أول أمس، في تصريح ل “الخبر”، أن برنامج الدورة السادسة من المهرجان الذي تحتضنه ساحة رياض الفتح بالجزائر العاصمة، وعدد من المواقع في تيبازة وتيزي وزو، يسعى لتفعيل الذاكرة والتاريخ، بواسطة تنظيم ندوات لمناقشة موضوع “الجزائر بين الذاكرة والتاريخ”، بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، يشارك فيها عدد من الفاعلين التاريخيين من الجانب الجزائري والفرنسي، أمثال المجاهد جودي عتومي، عبد المجيد عزي، وعضو جماعة الاثنين والعشرين محمد مشاطي. ومن الجانب الفرنسي يشارك كل من كلود جوان مؤلف كتاب “جنود مارسوا التعذيب خلال حرب الجزائر” الصادر السنة الماضية. موضحا أن البرنامج تضمن لقاءات بين الثانويين وبعض الفاعلين التاريخيين، للحديث عن حرب التحرير، وتم نقل نفس الفكرة لفضاء الأدب، حيث تجيب الروائية مايسة باي على أسئلة الثانويين بخصوص علاقتها بالكتابة الروائية. وعن سؤال حول انفتاح المهرجان على مختلف الفعاليات الثقافية الجزائرية، قال قرفي : “لقد حرصنا على أن يكون المهرجان فضاء يجمع بين المعربين والمفرنسين، دون نسيان أدباء الجيل الجديد الذي أصبحت تعج بهم الساحة الثقافية”. وأضاف أن المهرجان حرص على توجيه الدعوات لعدد من الفاعلين المناهضين للاستعمار على غرار الناشر نيلس آندرسون، الذي وقف إلى جانب الثورة الجزائرية، وأنشأ في مدينة “لوزان” السويسرية دار “لا سيتي” التي أعادت طبع أعمال هنري علاق وعبد الحفيظ كيرمان، وغيرها من المؤلفات المعادية للاستعمار. وأوضح أن زيارة الروائي الأمريكي الشهير دوغلاس كينيدي للجزائر يعد بمثابة حدث ثقافي هام، يندرج ضمن التقاليد التي أرستها محافظة المهرجان، حيث استضاف منذ سنتين الروائي الأفغاني المقيم في باريس عتيق رحيمي، ثم الروائي الفرنسي صاحب جائزة “الغونكور” من أجل روايته “فن الحرب الفرنسي”. وقال قرفي بخصوص كيفية اختيار أسماء روائية ذات صيت عالمي: “اعتمدنا على معايير محددة تمثلت في نوعية الأعمال الأدبية التي نشرها هؤلاء، وتحقيقها لصيت كبير وثناء نقدي”. موضحا: “لقد فضلنا استضافة أسماء روائية عالمية رغم ارتفاع تكاليف استضافتها، لأن ذلك يعود بالفائدة على الساحة الثقافية وعلى صورة المهرجان”. وبخصوص الانتقادات التي وجهها له بعض الناشرين الجزائريين الذين لم يتلقوا دعوات المشاركة في المهرجان، قال قرفي “لا يوجد إقصاء لأي أحد، فقط يوجد نشاط محدد للتظاهرة، وهو التركيز على كتاب الشباب والناشئة”. وبشأن الميزانية المخصصة للمهرجان، أوضح قرفي أنها لم تتغير، وهي نفسها منذ انطلاق المهرجان، وشدد على ضرورة ترشيد النفقات وتسطير برنامج يستفيد منه كل الجزائريين، بدليل أن النشاطات سوف تقترب من الفضاءات الشعبية، لتقريب النشاط والفعل الثقافيين إلى الأماكن العمومية.