تنظر الغرفة الأولى بمحكمة جنايات العاصمة، الأسبوع المقبل، في ملف قضية آخر المتهمين بتهريب 25 كيلوغراما من القنب الهندي من ميناء الجزائر نحو ميناء “رونفارس” في بلجيكا، عبر باخرة “ابن سينا”، بعد تأجيلها لتمكين دفاع المتهم من الاطلاع على تفاصيل الملف. يتابع المتهم المسمى “خ. ش" بمحاولة تهريب المخدرات، حيث أكدت تصريحات المتهمين السابقين الذين صدرت في حقهم أحكام بين 6 أشهر و20 سنة سجنا نافذا، أن الحقيبة التي عثر بداخلها على الكمية المذكورة من الكيف تعود إليه. وتعود الوقائع إلى سنة 2008 حينما تمكنت مصالح الشرطة القضائية بالغرفة الأولى لشرطة الحدود بميناء العاصمة، من ضبط حقيبة بها 25 كلغ من القنب الهندي، اكتشفها حراس الباخرة بوسط الميناء، حينها أكد المتهمون في القضية أن الحقيبة ملك ل"خ. ش". ولأن هذا الأخير، مثلما تظهر أوراق القضية وتقارير الخبرة الطبية المرفقة معه، مصاب بإعاقة ذهنية بنسبة 100 في المائة، فقد تم الحكم على المتهمين الآخرين، فيما تم تأجيل الفصل في مصيره إلى بداية الشهر القادم. وكان المتهم المعاق مثل أمام هيئة المحكمة رفقة باقي المتهمين، بعدما كان يعتبر من الفارين، قبل أن يلقى عليه القبض وهو راقد في مستشفى فرانتز فانون بالبليدة للعلاج من مرضه العقلي، ما دفع بإدارة هذا الأخير إلى تحرير تقرير يوضح حالته الطبية ويؤكد توقيفه في المستشفى وتحويله إلى السجن دون استشارة أطبائه. بداية القصة كان المدعو مرزاق، أحد المتهمين في القضية، قد صرح أن “خ.ش” اتصل به قبل شهرين من إلقاء القبض عليه وعرض عليه إيصال 104 كغ من القنب الهندي إلى الخارج، بالتوسط مع أحد البحارة، مقابل حصوله على مكافأة ب20 مليون سنتيم، وأن المتهم المعاق أحضر هذه الكمية من المخدرات إلى ميناء الجزائر في دلو خاص بالطلاء. وبالمقابل، نفى الدفاع الاتهامات الموجهة لموكله وقدم خبرتين طبيتين يؤكد فيهما مختصون في الأمراض العقلية أن المتهم يعاني من مرض عقلي مزمن وأنه كان في حالة جنون أثناء ارتكابه الوقائع المنسوبة إليه، إضافة إلى خبرة ثالثة طلبتها المحكمة، أكدت أن المتهم “لم يكن في حالة جنون أثناء قيامه بالأفعال المنسوبة إليه". وتبقى القضية للمتابعة.