صدر عن دار هومة ومن منشورات وزارة المجاهدين مركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، كتاب جديد للكاتب الصحفي والباحث الجزائري المعروف، سهيل الخالدي، بعنوان “دور الجزائريين في حركة التحرر العربي في المشرق 18471948”، يتناول على مدى 220 صفحة الأدوار السياسية والعسكرية التي قام بها الجزائريون في المشرق خلال فترة البحث التي عرفت بالنضال الواسع ضد الطورانيين الأتراك وإمبراطوريتهم وضد الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية والحركة الصهيونية الاستيطانية. وقد تحدث المؤلف بإسهاب عن دور بعض العائلات الجزائرية هناك مثل عائلة السمعوني التي كانت قد هاجرت من وادي الصومام، كما تحدث عن دور الجزائريين في ثورة شريف مكة العام 1916 وعن دورهم بقيادة الأمير علي بن عبد القادر في كل من الشام وليبيا أيضا. وخصص الباحث مساحة واسعة نسبيا لدور الجزائريين في مكافحة حرب التطهير العرقي التي شنتها الحركة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني طوال فترة 1920-1948، كما يفصل في دور الجزائريين بقيادة عز الدين الجزائري في الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي 1925-1927. وفي كل هذه الأبحاث يقدم الخالدي معلومات جديدة مدعمة بالوثائق . ومن الجديد الذي يقدمه مؤلف الكتاب هو الدراسة غير المسبوقة المعنونة الفكر القومي العربي الإسلامي عند الأمير عبد القادر الجزائري، فالدراسات التي تناولت حياة الأمير لم تتطرق- على كثرتها - لفكره القومي العربي الإسلامي وهو ما بحثه هذا الكتاب وتميز به. ومن المعروف أن الكاتب الصحفي والباحث الجزائري سهيل الخالدي، له عدة كتب صدرت في هذا المجال، منها كتابه الإشعاع المغربي في المشرق الصادر عن دار الأمة العام 1997، وله مخطوط بعنوان “المفصل في تاريخ الكفاح الجزائري السوري الفلسطيني المشترك ضد الاحتلال”، كما كانت وزارة المجاهدين قد أصدرت له العام 2007 كتابا بعنوان “جيل قسما.. تأثير الثورة الجزائرية في الفكر العربي المعاصر”. وكان سهيل الخالدي قد قضى عقودا متنقلا بين الصحافة الجزائرية والمشرقية إلى أن اندلعت الحرب الجارية في سورية. ولعدم امتلاكه لمسكّن فهو يقيم الآن مع زوجته في زاوية ابن مرزوق في عين وسارة بولاية الجلفة، مواصلا التأليف والكتابة في الصحف الوطنية والعربية.