حث يونس مخيون زعيم حزب النور الإسلامي الرئيس المصري محمد مرسي الذي كان حليفه ذات يوم على تقديم تنازلات لتجنب اراقة الدماء وعرض اليوم الأحد القيام بدور الوساطة مع المتظاهرين. ونظم معارضو مرسي يوم الأحد أكبر مظاهرات منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك للمطالبة برحيل مرسي بعد عام من توليه السلطة.
وقال مخيون إن المحتجين "مخطئون" في محاولة الاطاحة بأول رئيس مصري منتخب. وكان حزب النور ساعد في صعود مرسي للسلطة لكنه نأى بنفسه منذ ذلك الحين عن القوى الاسلامية المحتشدة حوله. وأضاف مخيون أن سقوط مرسي سيكون ممكنا ما لم يقدم تنازلات.
وقال مخيون في مقابلة اجرتها معه رويترز إنه يتعين تقديم تنازلات حتى اذا كانت صعبة ومريرة لحقن دماء المصريين . وأضاف "خايفين يحصل تصعيد يصعب التحكم فيه ويكون الصوت الأعلى في الشارع هو صوت السلاح."
ومضى مخيون يقول إنه لم يعد بامكان مرسي اجتياز الاحتجاجات ببساطة مثلما حدث في السابق وعبر عن اعتقاده بأن مرسي قد يجبر على اجراء استفتاء حول بقائه في السلطة.
وقال مخيون "اعتقد ان الرئيس يراهن على انها مليونية كباقي المليونيات من الممكن ان يحصل بعض الخسائر وتستقر الأوضاع ولكن أعتقد ان هذه المرة تختلف عن المرات السابقة."
واستطرد قائلا "اعتقد ان هذه المرة تختلف عن المرات السابقة."وانه يتعين حل الازمة وليس تخطيها.
وأشار إلى ان حزبه الذي حصل على اكثر من خمس المقاعد في البرلمان قبل 18 شهرا يستطيع القيام بدور الوساطة حيث انه منفتح على جميع الاطراف.
وحزب النور اكبر جماعة اسلامية بعد جماعة الاخوان وقد ظهر بعد انتفاضة 2011 واحتل المركز الثاني بعد الاخوان في الانتخابات البرلمانية التي جرت في وقت لاحق من ذلك العام.
وبعد فوز مرسي تعاون النور مع الاخوان المسلمين في اعداد دستور مثير للجدل بشكل سريع العام الماضي.
ولكن النور نأى بنفسه عن جماعة الاخوان هذا العام وانضم الى المنتقدين الذين يتهمون مرسي وحركته بالسعى للهيمنة على الحياة العامة . واتخذ نور موقفا حياديا خلال الاعداد للحشود التي دعا اليها انصار مرسي ومعارضيه رافضا المشاركة في اي منهما.
وقال مخيون ان حزب النور التقى وجماعات اسلامية اخرى مع مرسى قبل يومين ولكن الرئيس لم يظهر"رؤية" خلال هذه المباحثات.
ووجه ايضا مخيون وهو طبيب اسنان يبلغ من العمر 58 عاما انتقادا حادا لتحالف الاحزاب الليبرالية واليسارية المعروف باسم جبهة الانقاذ. وقال انهم متعنتون ايضا.
وقال"انهم يجيدون الحديث خلف الميكروفونات ويحاولون ان يركبوا موجة التظاهر. هؤلاء ليس لهم وجود شعبي."
وعرض مخيون الخطوط العريضة لمخرج محتمل من هذا الوضع قائلا انه يتعين على مرسي "دعوة الاحزاب كلها للجلوس لاختيار رئيس وزراء وتشكيل حكومة ائتلافية فورا وكذلك تكليف المجلس الاعلى للقضاء لحل مشكلة النائب العام واختيار نائب عام جديد وكذلك اعادة النظر في المناصب التي اسندت خلال الفترة السابقة فورا وتغييرهم من محافظين او غيرهم."
ولكنه اضاف انه ربما يكون قد فات اوان ذلك لان المعارضة صعدت طلبها بالاصرار على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال ان ما يخشاه هو اضطرار الجيش للتدخل في الحياة السياسية اذا انزلقت البلاد في حرب اهلية او فوضى .
واضاف "لو وصلنا الى مرحلة هل احنا حرب اهلية ولا الجيش فشيء طبيعي هنقول الجيش."
وانتقد مخيون التجمعات التي دعت اليها جماعة الاخوان في الاونة الاخيرة والتي وصف خلالها احد رجال الدين المتشددين معارضي مرسي بانهم"كفار."
واردف قائلا ان بعض الاحزاب السياسية تتهم حزب النور بشق صف المعسكر الاسلامي وانه ضد المشروع الاسلامي. وقال ان هذا غير حقيقي تماما وان الحزب يرى ان ما يحدث الان هو ما يضعف المشروع الاسلامي.