قطع إشراف الفريق ڤايد صالح، أمس، عن حفل تقليد الرتب بمقر وزارة الدفاع الشك باليقين، وكرّس استمرار غياب رئيس الجمهورية الموجود بالخارج للعلاج، وذلك بعدما ذهبت تسريبات إلى احتمال استغلال مناسبة عيدي الاستقلال والشباب لتدشين عودة بوتفليقة من باريس لمزاولة مهامه. أشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، أمس، بمقر وزارة الدفاع، على حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لعدد من الضباط السامين للجيش الوطني الشعبي، وهذا تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقد تمت بالمناسبة ترقية عمداء إلى رتبة لواء وعقداء إلى رتبة عميد. كما تم إسداء أوسمة لعدد من الإطارات العسكريين والمدنيين. ويكشف غياب رئيس الجمهورية عن هذه المناسبة، ذات الدلالة الرمزية، وهي عيد استرجاع السيادة الوطنية، أن الرئيس لم يتماثل بعد للشفاء، وبأن ”عملية إعادة التأهيل الوظيفي” التي يعالج من أجلها في مركز ”ليزانفاليد ” بباريس، بحاجة إلى مزيد من الوقت، ما يعني استمرار غيابه. يحدث هذا في وقت تسرّبت أخبار، غداة الاحتفالات بالذكرى ال51 لعيدي الاستقلال والشباب، عن دخول رئيس الجمهورية أرض الوطن، للمشاركة في هذه المناسبة، خصوصا وأن تواجده خارج البلاد للعلاج يستمر منذ تاريخ 27 أفريل الفارط، لكن لا شيء من هذا حدث. لكن في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن بيان لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقّع على مرسومين رئاسيين عن إجراءات عفو لفائدة المحبوسين، بمناسبة 5 جويلية، وفي ذلك رسالة إلى أن الرئيس يتابع شؤون الدولة عن بعد من مكان إقامته بباريس، وردّ على أحزاب المعارضة التي تحدّثت عن تفعيل إجراءات الشغور المنصوص عليها في المادة 88 من الدستور. لكن ما يلاحظ أنه منذ إظهار الصور الأولى لرئيس الجمهورية بمركز ”ليزانفاليد”، يوم 12 جوان الفارط، وهو يستقبل الوزير الأول، عبد المالك سلال، بمعية قائد أركان الجيش، الفريق أحمد ڤايد صالح، لم تتبعها أي نشرة صحية أو بث صور جديدة للرئيس، رغم مرور قرابة الشهر عن ذلك، وهو ما يطرح علامة استفهام، هل صحة الرئيس لم تتطور بالشكل الذي يستدعي إصدار نشرة طبية جديدة من قِبل أطبائه؟ وما دام الرئيس فوّت فرصة 5 جويلية للعودة الى أرض الوطن، فهل يعني ذلك أنه سيبقى مدة طويلة حيث يتواجد حاليا؟ هذه الأسئلة المطروحة بقوة في الشارع الجزائري، ليست كذلك لدى مسؤولي الدولة الذين لم يعودوا يتحرجون منها، من خلال مرافعتهم بأن مؤسسات الدولة تسير ولا يوجد أي تعطل، بالرغم من أن غياب الرئيس دخل شهره الثالث.