لا يختلف اثنان في كون كرة القدم هي رياضة ممتعة وتجذب إليها مئات الملايين من المتتبعين، سواء من مدرجات الملاعب أو على شاشات التلفزيون. رغم فرجة الكرة، إلا أن التاريخ لن يحتفظ فقط بلحظاتها الجميلة، بل ثمة محطات سوداء في تاريخ الكرة ستبقى في الذاكرة، وتتعلّق ب«الموت المفاجئ”، بعد سقوط عدة لاعبين فوق أرضية الميدان متأثرين بالسكتة القلبية المفاجئة. وسنتحدث عن كثير من الرياضيين الذين توفوا فوق الميادين تحت أنظار الملايين، والبداية ستكون من ميدان الشهيد حملاوي بقسنطينة عند احتضانه المواجهة التي جمعت بين الشباب المحلي أمام الضيف ترجي مستغانم لحساب الجولة الأولى من بطولة القسم الثاني الممتاز في الموسم الرياضي 1999 / 2000، حيث وبعد مرور ربع ساعة عن انطلاقة المواجهة سقط لاعب الترجي عابد قصبة فوق الميدان بصورة مفاجئة. وسارع الطاقم الطبي إلى نقله على جناح السرعة إلى المستشفى وقبل انطلاقة الشوط الثاني من عمر المباراة، كشف التلفزيون الجزائري عن وفاة اللاعب بسكتة قلبية وتم إلغاء المباراة. وتوفي الدولي الكاميروني مارك فيفيان فووي في مباراة منتخب بلاده خلال نصف النهائي من منافسة كأس القارات أمام المنتخب الكولومبي بتاريخ 26 جوان 2003، عندما سقط على أرضية الميدان دون أن يلمسه أحد من لاعبي المنافس. وسارع الطاقم الطبي لإسعافه لكن دون جدوى بعد محاولة الأطباء تشغيل عضلة القلب لمدة 45 دقيقة لكنهم لم يفلحوا في ذلك قبل الإعلان بعدها عن الوفاة الرسمية لهذا اللاعب. وبعدها بشهور قليلة أي بتاريخ 25 جانفي 2004 انضم مهاجم نادي بنفيكا البرتغالي ميكلوز فيهر لقائمة اللاعبين المتوفين في الميادين خلال مباراة فريقه ضمن الدوري أمام المنافس فيتوريا غيماريش، نظرا لتعرّضه هو الآخر لسكتة قلبية مفاجئة. وتوفي التونسي الهادي برخيصة بسكتة قلبية أيضا وافتقد نادي الأهلي المصري لواحد من أهم لاعبيه هو محمد عبد الوهاب الذي توفي بتاريخ 30 أوت 2006 مباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية لفريقه بسبب أزمة قلبية، وهو ما خلق حزنا حقيقيا في مصر وجعل كثيرا من الأطباء الرياضيين تتعالى أصواتهم بضرورة البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى تعرض اللاعبين لسكتة قلبية مفاجئة فوق الميادين. وفي 14 أفريل 2012 توفي اللاعب الإيطالي لنادي ليفورنو “مورسيني بيرماريو” في مباراة ناديه أمام المنافس باسكارا ضمن الدرجة الثانية الإيطالي. وتوفي لاعب شباب بلوزداد في بداية الثمانينات بن ميلودي بسكتة قلبية، بينما توفي قاسمي فوق أرضية الميدان ليس بسبب السكتة القلبية، إنما لسقوط غير موفق على أرضية الملعب، بينما آخر لاعب جزائري كان ضحية الميادين وسيتذكره كثيرا أنصار جمعية الخروب هو المحبوب حمزة بوناب الذي وافته المنية بتاريخ 23 جوان 2012 الماضي عند مشاركته في إحدى مباريات دوري الأحياء بولاية قسنطينة، وسجلت سنة 2013 الحالية وفاة ثلاثة لاعبين بسكتة قلبية عند إجرائهم لمباريات، ويتعلق الأمر بكل من الألماني دومينيك راب البالغ من العمر 23 سنة ويلعب لنادي هامردسورف (20 أفريل 2013) واللاعب الألباني بيرت ساسيبي (31 سنة) المحترف في النادي الألماني انتير ليتزوه (16 ماي 2013) وأخيرا الكرواتي آلان باميش مع فريقه ايسترا 1961 بتاريخ 21 جوان 2013.