قال تعالى: {ونَبْلُوكُم بالشّرٍّ والخْيرِ فِتنة وإلينا تُرجعون} الأنبياء:35. فقد يكون الحِرمان دليل المحبّة، قال الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ الله إذا أحَبَّ عبدًا ابتلاهُ، فمَن رضي فله الرِّضى، ومَن سخط فله السّخط” أخرجه الترمذي وابن ماجه أحمد. كما قد يكون الغِنى دليل المحبّة أيضًا، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”نِعْم المال الصّالح للرّجل الصّالح” أخرجه أحمد في المُسند عن عمرو بن العاص رضي الله عنه. فمدار أمر العَطاء أو المنع هو ما ينتج عن كليهما من شكر للمُنعم وبذلها في سبيل الله، أو الصّبر والرِّضا بما قسم الله، ذلك أنّ شُكرَ النِّعم يستوجب الزّيادة والبركة فيها، قال الله تعالى: {وإذ تَأذَّنَ ربُّكم لَئِنْ شَكرتُم لأَزِيدَنَّكُم ولَئِن كفرتُم إنّ عذابي لَشَديدٌ} إبراهيم:7. قال عمر بن عبد العزيز: ”قيِّدوا نعم الله بشكر الله”، والتحدّث بالنِّعمة شكر، وجحودها كفر، ضع في الحسبان أنّ المال مال الله يعطيه مَن يشاء، سئل أعرابي: لمن هذه الإبل؟ فقال: هي لله عندي.