الرئاسة عهدت بالإشراف على الحفل الديني إلى الوزير الأول سلال غاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ليلة أمس، عن الاحتفال بليلة القدر الذي أقيم في المسجد الكبير بالعاصمة، وتم تكليف الوزير الأول عبد المالك سلال بالإشراف على الحفل الديني الذي أقيم بالمناسبة، وهو ما يعني أن الوضع الصحي للرئيس لا يسمح له بذلك . قال مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الدينية ل ”الخبر”، إن الترتيبات التي أعدّت للحفل الديني السنوي، تخص الوزير الأول عبد المالك سلال، بعد إبلاغ مصالح الوزارة الأولى، لديوان الوزير أبو عبد الله غلام الله المشرف على الحفل بعدم إمكانية حضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي تمنعه ظروفه الصحية من المشاركة في هذا الحفل. وأكد نفس المصدر قائلا ”كنا نتوقّع عدم حضوره، وكنا في وزارة الشؤون الدينية بصدد وضع الترتيبات الخاصة بالحفل، وحتى مساء الأحد كان لدينا تأكيد بعدم حضور رئيس الجمهورية الحفل في المسجد الكبير” . ويحضر حفل ليلة القدر في المسجد الكبير بالعاصمة، عدد كبير من المشايخ والعلماء من دول عربية وإسلامية عديدة، ووزراء الحكومة وسفراء الدول الإسلامية المعتمدين في الجزائر، وستوزع خلالها الجوائز على الفائزين في مسابقة القرآن الدولية، والتي شارك فيها طلبة يمثلون 50 دولة إسلامية وأجنبية، فيما سيغيب أيضا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الذي يشارك في طهران في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني . وهذه هي المرة الأولى التي يتغيب فيها الرئيس بوتفليقة عن هذه المناسبة الدينية، التي كان يحرص ككل الرؤساء السابقين، على حضورها. ويتوقع، بالواقع نفسه، أن يتغيب رئيس الجمهورية عن صلاة عيد الفطر. وقررت رئاسة الجمهورية إلغاء كل النشاطات غير الملزمة للرئيس دستوريا، من أجندة النشاطات الرئاسية، وإسنادها إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، على غرار الإشراف على الاحتفالات الدينية وافتتاح المعارض وغيرها، كما تم تأجيل استقبالات رئيس الجمهورية لعدد من سفراء الدول المعينين حديثا، أو الذين بصدد تأدية زيارة وداع لمغادرة الجزائر بعد نهاية عهدتهم الدبلوماسية. غير أن نشاطات ملزمة للرئيس دستوريا كالإشراف على مجلس الوزراء والقوانين المطروحة، وقانون المالية التكميلي، وحركة الولاة والسفراء والقضاة، تظل معلقة إلى حين بت الرئيس بوتفليقة فيها . ويقطع الرئيس بوتفليقة منذ وعكة صحية ألمت به منذ 27 أفريل الماضي، أكثر من ثلاثة أشهر من الغياب عن المشهد السياسي في الجزائر، ويخضع منذ ذلك التاريخ لثلاث فترات من العلاج، الأولى في مستشفى فال دوغراس في باريس، ثم نقل في 21 ماي الماضي إلى مصحة ”المعطوبين” في باريس لاستكمال فترة النقاهة والتأهيل، ثم عودته في 16 جويلية إلى الجزائر لاستكمال فترة النقاهة وإعادة التأهيل . ومنذ عودته إلى الجزائر، واصل الرئيس بوتفليقة غيابه، برغم التطمينات الرسمية التي تحدثت سابقا عن تحسن في وضعه الصحي، غير أن تأجيل عقد اجتماع مجلس الوزراء الذي أوصى الرئيس بوتفليقة منذ 12 جوان الماضي الوزير الأول عبد المالك سلال بالتحضير له وتجهيز كافة القوانين التي هي بصدد المناقشة والمصادقة، وبيان رئاسة الجمهورية الذي صدر يوم عودته، والذي يعلن استكمال الرئيس لفترة نقاهة وعلاج، يؤكد أن الرئيس بوتفليقة يتوجه إلى إطالة فترة غيابه لأسابيع أخرى، قد تمتد إلى غاية الدخول الاجتماعي المقبل . وإذا كانت عودة الرئيس إلى الجزائر، قبل أسبوعين، قد خففت من حدة النقاش حول وضعه الصحي، ومسألة شغور منصب رئيس الجمهورية، فإن كثيرا من الأسئلة تظل معلقة حول الجمود السياسي الذي يفرزه هذا الوضع، ومدى تأثيراته على الساحة السياسية قبل أقل من تسعة أشهر عن موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تصر الحكومة على أن تجرى في موعدها في أفريل 2014 .