سيكون الوزير الأول عبد المالك سلال، مجبرا على التعاطي مع أسئلة الشارع حول الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة في خرجته الميدانية المقررة اليوم إلى ولاية الأغواط، مثلما كان سباقا لإعلان مرض الرئيس في آخر خرجة له إلى ولاية بجاية في 27 من الشهر الماضي. يدرك الوزير الأول عبد المالك سلال أن الرأي العام الوطني ينتظر منه أجوبة وافية حول مرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في خرجته الميدانية المقررة إلى ولاية الأغواط اليوم، أكثر من ذلك ستضع هذه الزيارة عبد المالك سلال على المحك، بما أن المطلوب منه هو إقناع المواطنين بصحة المعطيات الشحيحة التي وفرتها الحكومة خلال فترة أسبوعين منذ الكشف عن مرض الرئيس. وأصدر ديوان الوزير الأول عبد المالك سلال، بيانا واحدا عن حالة الرئيس الصحية، وكان ذلك في اليوم الموالي لنقل الرئيس إلى مستشفى فال دوغراس في باريس، وفي نفس السياق لم يشارك سلال إلا في عدد قليل من النشاطات الرسمية منها استقباله الوزير الأول التونسي علي العريض، ثم تمثيله رئيس الجمهورية في نهائي كأس الجزائر، وبعد ذلك ألغى الوزير الأول مشاركته الصحفيين احتفالات اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث ماي، ربما لتفادي الأسئلة. ولعل تثبيت زيارة الوزير الأول إلى الأغواط دون إحداث أي تغيير، وراءه رسالة يبلغها عبد المالك سلال للجزائريين، الأرجح أن تكون أخبارا مطمئنة عن صحة بوتفليقة وردودا حول الجدل الدائر عن المكان الذي يقضي فيه فترة النقاهة ''الإجبارية'' والمطالب المتعلقة بتطبيقات المادة 88 من دستور البلاد، والتي تحدد كيفية انتقال السلطة في حال وجود عارض صحي يثني رئيس الجمهورية عن ممارسة مهامه. ويفيد شهود من ولاية الأغواط أن السلطات خصصت ترتيبات غير مسبوقة لاحتضان زيارة عبد المالك سلال تضاهي الاستعدادات المتعود عليها في خرجات رئيس الجمهورية للولايات، وهو إجراء تعتقد الحكومة أنه يحمل دلالات حول استمرار الأنشطة الرسمية بشكل عادي بما في ذلك تطبيق ما يعرف ببرنامج رئيس الجمهورية، كما يتوقع أن يعلن سلال عن إجراءات في صالح ولايات الجنوب والهضاب العليا تكمل وعود بوتفليقة التي أعلن عنها من نفس الولاية منتصف ديسمبر .2011 ومنذ تغيب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بسبب المرض، كشفت رئاسة الجمهورية عن عدة تعيينات لمن يمثله من المسؤولين في محافل دولية، اعتقادا منها أن الإعلان عن هذه التعيينات قد تفهم بأنها نشاط رئاسي يناهض نظرية أن الدولة توقفت عن النشاط. وضمن هذا السياق أعلن أمس، عن تعيين رئيس الجمهورية لوزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى لتمثيله في قمة الوكالة الإفريقية للجدار الأخضر الكبير واللجنة الدولية المشتركة لمكافحة التصحر في الساحل وسلطة حوض النيجر التي ستعقد اليوم بنجامينا في التشاد، ساعات فقط بعد توجه رئيس مجلس الأمة إلى جنوب إفريقيا لتمثيل رئيس الجمهورية أيضا، لكن ما قد يخفى عن الحكومة أن تكليف بوتفليقة لمن يمثله داخليا وخارجيا قد يكون في صالح المدافعين عن ضرورة الإسراع بالتغيير أكثر من الرافضين له.