تشير تقارير إعلامية إلى أن مناوئي نظام الرئيس السوري بشار الأسد يواصلون مساعيهم لإقناع روسيا بضرورة التوقف عن تأييده.وقالت وكالة رويترز للأنباء إن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان عرض خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو شراء أسلحة روسية تقدر قيمتها بما يصل إلى 15 مليار دولار وكذلك ضمان ألا يهدد الغاز المستخرج من الخليج وضع روسيا كمزود رئيسي بالغاز لأوروبا مقابل ألا تعترض روسيا على اقتراح عقوبات جديدة ضد النظام السوري في مجلس الأمن الدولي.وعبر خبراء مطلعون عن شكوكهم في إمكانية إبرام صفقة كهذه بين روسيا والسعودية.فقد قال الخبير الإستراتيجي الروسي كونستانتين ماكيينكو في تصريحاته الصحفية إن إبرام الصفقة التي تحدثت عنها رويترز أمر مشكوك فيه بسبب انعدام الثقة في مجال التعاون العسكري الفني بين روسيا والسعودية.وذكّر الخبير بأن السعودية تباحثت مع روسيا في منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بشأن شراء أسلحة قيمتها 4 مليارات دولار مقابل أن تتوقف روسيا عن بيع الأسلحة إلى إيران. ولكن طال أمد المباحثات، ثم توقفت بعد أن ألغت روسيا في عام 2010 صفقة بيع صواريخ الدفاع الجوي "أس-300 بي أم أو-2" إلى إيران.يُذكر أن روسيا والسعودية وقعت اتفاقية التعاون العسكري الفني في تموز/يوليو من عام 2008 عندما أبدى الجانب الروسي الاستعداد لتصدير أسلحة تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار إلى السعودية بما فيها 150 دبابة من طراز "تي-90أس". واختبر السعوديون واحدة من هذه الدبابات في أراضي بلادهم. غير أنهم تعاقدوا في النهاية على شراء أسلحة نارية خفيفة فقط.في ظنّ رئيس تحرير مجلة "موسكو ديفينس بريف" ميخائيل بارابانوف، فإن السعوديين يشترون الأسلحة ممن ينبري لحمايتهم ولذلك يشترون الأسلحة الأميركية والغربية. ولأنهم لا يستطيعون الاستعاضة عن الولاياتالمتحدة الأميركية بروسيا في هذا المجال فإنهم لا يرون مبررا للإنفاق على الأسلحة الروسية حسب رأي رئيس تحرير المجلة.وقال الخبير الروسي روسلان بوخوف إنه واثق بأن روسيا لن تتخلى، في أية حال، عن تأييد الأسد.وكانت صحيفة "أرغومينتي نيديلي" الروسية قد نقلت عن مصدر عسكري دبلوماسي روسي قوله إن اللقاء الذي ضم الرئيس بوتين والأمير بندر تناول مناقشة توقف السعودية عن توفير الدعم للمعارضة السورية مقابل أن تؤيد روسيا العسكريين المصريين الذين أطاحوا بالرئيس الإسلامي مرسي، وتزودهم بأسلحة تسدد السعودية قيمتها.والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمير بندر بن سلطان، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي ورئيس الاستخبارات العامة، في ال31 من تموز/يوليو 2013.وقال الكرملين في بيان صحفي مقتضب إن اللقاء تناول مناقشة العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.ولم يصدر تعليق رسمي على هذا اللقاء من قبل السلطات الروسية والسعودية.والاعتقاد السائد على خلفية التعليقات المتضاربة من قبل محللين سياسيين وعسكريين هو أن روسيا والسعودية تريان أنه من الضروري أن تتوافقا حول مستقبل سوريا.