نفى الكرملين اليوم الجمعة إبرام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي اتفاق مع السعودية يقضي بتقليص دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد مقابل حوافز اقتصادية وصفقة سلاح كبيرة، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتجديد الزخم لعقد مؤتمر جنيف حول الوضع في سوريا. ويأتي النفي الروسي بعد تصريحات لدبلوماسيين غربيين الأربعاء الماضي تفيد بأن الرياض عرضت على موسكو عبر رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان إبرام صفقة سلاح كبيرة، وعدم منافسة مبيعات الغاز الروسي مقابل رفع الغطاء الدبلوماسي عن النظام السوري. وكانت مصادر من المعارضة السورية مقربة من السعودية أكدت أن الأمير بندر عرض شراء أسلحة روسية تقدر قيمتها ب15 مليار دولار، مقابل تغيير موقف موسكو من الصراع في سوريا. لكن مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف شدد على أنه لم يبحث مثل هذا الاتفاق. وقال إن الجانبين لم يبحثا مسائل محددة بشأن التعاون العسكري، دون أن ينكر إطلاع بوتين على الخطوط العريضة لمقترح بهذا الخصوص. ولفت إلى أن الاجتماع بين بوتين والأمير السعودي كان مهما ومثيرا للاهتمام، ولكنه لم يتسع لتناول مواضيع مفصلة، وأضاف أن الجانبين عبرا عن قلقهما حيال الصراع في سوريا. وكان بوتين استقبل في 31 يوليو/تموز الماضي في الكرملين الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية. وقال أوشاكوف إن الأمير السعودي أجرى اتصالات في موسكو، و"لكن في لقاءاته مع الرئيس لم يتم التطرق إلى تفاصيل". لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط القول إن بوتين قد يكون رفض اقتراحا سعوديا بالتخلي عن دعم نظام دمشق، مقابل عقد تسلّح ضخم، ونفوذ أوسع في العالم العربي. وتدعم روسيا بشار الأسد بالأسلحة، وقدمت له غطاء دبلوماسيا أثناء الثورة ضد حكمه. ومن شأن أي تغيير في موقف موسكو أن يزيل العقبة أمام التحرك ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي.