وقف العشرات في طوابير الثلاثاء ويعود كثيرون ليوم ثان طلباً لجوازات سفر تحسباً لانهيار المحادثات بشأن أسلحة سورية الكيماوية أو أن تصل الحرب الأهلية الممتدة في البلاد مرة أخرى إلى قلب العاصمة. في مكتب إصدار الجوازات صاح الموظفون في الناس كي يلزموا الطابور واختلطتأصواتهمبصراخ الرضع والأطفال الضجرين الذين ضاقوا ذرعاً بالإجراءات البيروقراطية.وقالت رغد رغد وهي في الثلاثينات من العمر ولديها ثلاثة أطفال والتي يستغرق انهاء اجراءات جوازات سفر اسرتها يومين "الله أعلم إذا كنا سنحتاجها. لكن من الأفضل استخراجها تحسباً".وفر بالفعلمليونان إلى بلدان مجاورة هرباً من إراقة دماء سقط فيها ما لا يقل عن 100 ألف قتيل طبقاً لتقديرات الأممالمتحدة.ولا يزال أبناء دمشق يشعرون بقلق رغم تأجيل تحرك عسكري أميركي رداً على هجوم بالأسلحة الكيماوية في دمشق بعد أن رحبت سورية باقتراح روسي بوضع مخزونها منالأسلحة الكيماوية تحت إشراف دولي وتدميرها.وقالت رغد "قررنا أن الوقت حان لاستخراج جوازات سفر للعائلة كلها." وسافرت عائلتها بالفعل إلى لبنان المجاور - حيث يستطيع السوريون الإقامة فيه دون وثائق سفر - في كل مرة "تسوء فيها الأمور هنا" لكنهم لا يستطيعون الذهاب لأبعد منلبنان بدون جوازات سفر.وتابعت "الآن ومع كل هذه الأخبار ماذا لو ذهبنا إلى لبنان ولم نستطع العودة؟ نحتاج إلى جوازات سفر تحسباً لوضع لا يكون لنا اختيار فيه سوى السفر إلى بلد ثالث." وأضافت "في الوقت الحالي واستنادا إلى أحدث الأنباء فنحن باقون إلى أن يتغير شيء ما".ورغد ليستالوحيدة التي تحتاط للمستقبل وتراقب التطورات عن كثب، فأولياء الأمور يواجهون اختيارات صعبة مع عودة الدراسة الأسبوع المقبل بعد عطلة صيفية طويلة.وأدت الأنباء عن الاقتراحات الجديدة بإخضاع الأسلحة الكيماوية السورية لرقابة دولية مما قد يجنب سورية التعرض لضربة جوية أميركيةإلىرفع قيمة الليرة السورية أمام الدولار في دمشق. وهوت الليرة في العامين الماضيين لكن سكاناً قالوا انها تعافت امس الثلاثاء الى 205 امام الدولار من 260 حين بدت الضربات وشيكة.وكان سعر الليرة 47 امام الدولار قبل اندلاع الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011 والتي تحولت الى حرب اهلية. وادى انخفاضها الكبير الىارتفاعات حادة في اسعار الغذاء والبنزين والاحتياجات الاساسية الاخرى.ومن المقرر أن تهبط في ألمانيا اليوم الأربعاء طائرة تقل 107 من اللاجئين السوريين لتنقل المجموعة الأولى من حوالي خمسة آلاف سوري آخرين قالت برلين إنها ستستقبلهم.واختارت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدةالمجموعة ونقلتها عن طريق لبنان. وضمت المجموعة يتامى وأرامل وأطفالا وعشرات من المسيحيين الذين يشكلون أقلية في سورية.وحثت ألمانيا دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين أيضا ومنحت هي والسويد حق اللجوء لثلثي السوريين الذين يلوذون بدولالاتحادالأوروبي.وتستقبل برلين حوالي ألف سوري من طالبي اللجوء كل شهر - اي نحو 18 ألفا منذ عام 2011 - غالبيتهم من الذين لديهم أقارب يقيمون في ألمانيا.وفي المقابل لم تمنح فرنسا وهي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي ترغب في القيام بتحرك عسكري ضد سورية، اللجوء إلالنحو 700 سوري هذا العام وذكرت صحيفة لوموند الأسبوع الماضي أن فرنسا قالت للمفوضية العليا ردا على طلباتها بقبول المزيد بأن شبكة الاستقبال لديها مشبعة.