سيكون عشاق السينما، في مارس المقبل، على موعد مع فيلم ملحمي مثير يحكي قصة النبي نوح عليه السلام، للمخرج دارين أرونوفيسكي، وبطولة الممثل النيوزلندي روسيل كرو، ويجسّد شخصية النبي نوح عليه السلام، الممثل الذي عرفه العالم ب«المصارع” خلال فيلمه ”غلاديتور” الحاصل على 5 جوائز أوسكار. وكشفت شركة ”بارمونت بكتير”، المنتجة للفيلم عن المشاهد الأولى للفيلم، ويتوقع أن يثير فيلم النبي نوح جدلاً في هوليود عند عرضه أوائل العام المقبل، وذلك بسبب تجاوز بعض مشاهده للرواية الدينية الخاصة في الطوفان وفناء البشرية، وأيضا بسبب ما يتضمنه من مشاهد قد تعتبرها الطبقة المتدنية مسّاً في قدسية الأنبياء، خصوصا وأن المخرج سعى إلى وضع بصمته على القصة، رافضاً ضغوطات شركة ”بارا مونت” المنتجة للعمل بتكلفة تزيد عن 150 مليون دولار، والتي أصرّت على استقاء الأحداث من الإنجيل فقط. ويشارك أرونوفسكي في تأليف الفيلم كل من أري هاندل وجون لوجان، ويسلط المؤلفون الثلاثة خلال القصة على ”الطوفان” وإنقاذ البشرية من الفناء، ولذلك بذل المخرج ومساعدوه جهوداً كبيرة لتوفير كافة أنواع الحيوانات التي اضطر النبي نوح لحملها على سفينته للحفاظ على النوع من الفناء، كما يرد في الرواية السائدة. وتبعاً لتصريحات كاتب سيناريو الفيلم أرونوفيسكي وآري هاندل، فإنه قام بتقليل البُعد الديني في العمل، ويحوّله لفيلم ”حدث” كبير حول كارثة فناء البشرية، مُركّزاً على البعد النفسي للنبي نوح، والذي يتوجّب عليه وحده إنقاذها. وقال أرنوفسكي عن فيلمه ”إنها قصة لا تحمل معاني دينية فقط بل تتحدث عن نهاية العالم البيئي، وهي فكرة تشغلني وتشغل الكثيرين الآن، خاصة في ظل الكوارث البيئية التي يشهدها هذا الكوكب في عصرنا الحالي، فالعالم يموت ونحن نموت داخله”.