انتقد رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبد الله جاب الله، أحزاب المعارضة التي برأيه قبلت واستسلمت وأبدت قابليتها للاستبداد من طرف النظام الذي أحسن استغلالها وتوظيفها، والنتيجة وجود معارضة ساعدت السلطة على تقزيم الطبقة السياسية، وأضاف أن النظام ماض في تكريس الاستبداد عن طريق ديمقراطية المظهر التي مكنت الرئيس من احتكار جميع السلطات. وقال جاب الله في الكلمة التي ألقاها أمس، أمام مناضليه بقاعة الأطلس في بسكرة، إن الدولة الديمقراطية يجب أن يعلى فيها النظام الديمقراطي التعددي وتكون الأمة مصدر السلطات السياسية وتقتضي تنظيم انتخابات حرة ونزيهة ويكرس فيها مبدأ تقسيم السلطات والفصل فيها. لكن، يضيف جاب الله، واقع الحال يثبت احتكار السلطات من التنفيذية إلى التشريعية إلى القضائية من طرف رئيس الجمهورية، فضلا على أنه صاحب السلطة في التعيين والعزل والرقابة البعدية وصاحب القرار النهائي، في وقت غابت فيه جميع أنواع الرقابة، والنتيجة بروز مؤسسات فوق إرادة الشعب، لذلك فالأمل في التغيير بالديمقراطية غير موجود. ولاحظ جاب الله أن التحدي الأكبر هو القضاء على القابلية للاستبداد الموجودة لدى النخب في المجتمع، وأن المعارضة ساعدت من في السلطة على تقزيم الطبقة السياسية. واستدل رئيس جبهة العدالة والتنمية في كلامه بما نلحظه في المشهد السياسي، حيث قال ”في 2013 والرجل مريض، في إشارة إلى بوتفليقة، ورغم أن الجزائر تغرق في جميع مظاهر الفساد والفشل والنهب المرتب للمال العام، ومع هذا الكثير من الفئات الحزبية تعلن أن مرشحها سيكون عبد العزيز بوتفليقة، والبعض الآخر ينتظره لينطق ليزكيه ويباركه”. وفي سياق انتقاده للمعارضة، أوضح جاب الله أنه التقى بعدد من أقطاب المعارضة لمناقشة نقطة وحيدة تتعلق بإسناد مهمة تنظيم الانتخابات إلى هيئة وطنية مستقلة، لكن هذا المطلب، برأيه، لن يتحقق بمجرد رفعه بل يجب مرافقته بأفعال ميدانية ضاغطة كإعلان عدم الترشح ومقاطعة الانتخابات إلا إذا أسندت لهيئات مستقلة. وأضاف أن قوى حزبية استجابت في معظمها لكنها لم تستجب في المطلب الثاني الخاص بوسائل الضغط وراح الكل يرغب في الترشح أو ينادي بالتزكية. وخلص جاب الله للتأكيد أن الراهن يؤكد على وجود القابلية للاستبداد والنظام ماض في تكريس الاستبداد الذي يثبت الديمقراطية المظهرية.