عندما سُئل الموسيقار الراحل محمد فوزي يوما: من هو الصوت الغنائي الذي سيكون نجم الكوكب في الغناء العربي؟ تردد محمد فوزي قليلا، ثم قال إنها وردة الجزائرية وأم كلثوم بلا شك هما نجوم كل الأزمنة، فعاد السؤال ليوضح، وماذا عن ” فيروز”؟ أجاب محمد فوزي حينها ”فيروز صوت من السماء”، اليوم وبعد أن أصبح صوت فيروز العنصر الوحيد الذي لا يوحد شعوب الدول العربية وبالأخص اللبنانين، على اختلاف طوائفهم، عادت الأخبار السياسية لتعبث بهذا الإرث الفني الكبير وتقمح سفيرة بلاد الأرز في متاهات النعرات الطائفية. ويشهد لبنان لأول مرة في تاريخه، حملة على سفيرة بلاد الأرز الفنانة فيروز، حيث أنزل مثقفون، ومئات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات مناهضة لفيروز وتنكّروا لها، بسبب تصريح لابنها الموسيقار زياد الرحباني، الذي أعلن فيه أن والدته ”تحبّ أمين عام حزب اللّه حسن نصر اللّه”، وتعمّق الشرخ أكثر بين فيروز وبعض جمهورها، حتى نصر اللّه نفسه الذي أوحى إلى القضية بقوله في آخر خطاباته إن اللبنانيين باتوا ممنوعين من محبة لبنانيين آخرين. ولم تعلق فيروز إلى غاية الآن على الحملة التي شُنّت ضدها، بينما التزمت الصمت كعادتها، حيث يعرف عنها رفضها الإدلاء بتصريحات للصحافة، منذ سنوات.