عادت الحياة تدريجيا إلى مجراها الطبيعي والعادي مع حلول السنة الجديدة على مستوى مختلف أرجاء مدينة غرداية التي كانت مسرحا لمناوشات بين الشباب خلال الأسبوع الماضي حسب ما لاحظه بعين المكان صحفي وأج. وقد استأنف جزء كبير من المحلات التجارية على مستوى عاصمة الولاية نشاطهم كما باشر مختلف السكان أعمالهم اليومية في جو طبيعي يسوده الهدوء والاستقرار وذلك تحت أعين مصالح الأمن وقوات حفظ النظام التي تم تجنيدها وتعزيزها في إطار وقائي عبر مختلف النقاط المتشعبة بالمدينة حيث يبدو أنها متحكمة في الوضع. ومن أصل 2.200 محل تجاري كائن ببلدية غرداية لا يزال 900 محل مغلق معظمها من أجل إعداد الحصيلة السنوية حسب مصالح التجارة بالولاية. وكثف منتخبو وممثلو المجتمع المدني دعواتهم للحوار لإحلال الأمن وعودة الهدوء في الوقت الذي توزع فيه جماعات منشورات تدعو إلى "اطلاق سراح المعتقلين" و"التوزيع العادل للسكنات والأراضي" و"تعويض المنكوبين" جراء هذه الأحداث. اعتبر عديد الأشخاص الذين التقت بهم وأج أن عودة الهدوء تم بفضل عمل ويقظة مصالح الأمن وحكمة وتفهم سكان غرداية الملزمين بالعيش سويا في جو يسوده الألفة والانسجام. ودعا من جهتهم عدد من سكان غرداية الى التكفل بانشغالات السكان فيما يتعلق بالسكن والعقار الذين يمثلان مصدر النزاع بالمنطقة. وبالنسبة للعديد من المختصين والجامعيين فإن منطقة وادي ميزاب لا يمكنها احتواء سكان تزداد كثافتهم بشكل سريع ما يستدعي استحداث قصور ومدن جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار الخاصيات الاجتماعية للمنطقة. وتعمل من جهتها السلطات العمومية من أجل إيجاد حل دائم ليعود لهذه المنطقة المعروفة عالميا بهدوؤها واستقرارها من أجل بعث تنميتها المستدامة وتحقيق الرفاهية لسكانها. وفي هذا الإطار انتقل وفد من أعيان منطقة غرداية اليوم الخميس إلى الجزائر العاصمة من أجل الحوار مع المسؤولين المعنيين لوضع حد لهذه المناوشات الدورية بمنطقة غرداية. و كان وزير الاتصال السيد عبد القادر مساهل قد صرح مؤخرا ان الوزير الأول عبد المالك سلال سعيلن "عما قريب" عن مبادرة لعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بشكل دائم بغرداية. و للتذكير عرفت بعض مدن غرداية خلال نهاية سنة 2013 مناوشات ليلية ما بين مجموعات من الشباب بأحياء كل من القصور والمجاهدين ووسط مدينة غرداية التي امتدت فيما بعد لتطال حي حاج مسعود. وقد استعمل الشباب موادا سريعة الالتهاب خلال هذه المناوشات قبل أن يعود الهدوء ليخيم على الأجواء بعد تدخل فرق مكافحة الشغب. كما عرفت هذه الأحداث رشق قوات الأمن التي تم تجنيدها لإحلال النظام ما تسبب في جرح العديد منهم لاسيما عناصر الشرطة والشباب حسب مصدر استشفائي. وقد تم خلال هذه الأحداث حسب حصيلة أولية نهب وتخريب ثلاثين مسكنا و15 محلا تجاريا قبل أن يتم إضرام النار بها.