كشفت آخر التقديرات الخاصة بمؤسسة ميناء الجزائر عن تسجيل تخفيض في مدة عدم رسو وانتظار السفن في عرض البحر قبل عمليات الشحن والتفريغ للسلع والبضائع، حيث تراجعت المدة بنسبة 50%، في سياق عمليات تدعيم قدرات الشحن والتفريغ. وتفيد مصادر من المؤسسة أن اقتناء التجهيزات الجديدة وخاصة الرافعات دعمت قدرات معالجة السلع والحاويات، إذ كان ميناء الجزائر مثلا الذي يمثل أكبر نسبة من العمليات التجارية البحرية يسجل معدل انتظار وعدم رسو 25 سفينة، خلال السنوات الماضية، لتتقلص حاليا إلى متوسط بين 10 و12 سفينة نقل للسلع والبضائع يوميا، وهو متوسط لم يسجل من قبل وإن ظل متوسطا عاليا مقارنة بالعديد من البلدان، إذ تبقى عمليات انتظار السفن وعدم رسوها لمدة زمنية تمتد لأيام مكلفة للخزينة العمومية، حيث تم تقديرها من قبل الخبراء ما بين مليار وملياري دولار. وفي ظل الضغوط المسجلة والخسائر المسجلة، اعتمدت السلطات العمومية برنامجا استثماريا واسعا لإعادة تجهيز وعصرنة قدرات الشحن والتفريغ والنقل للسلع والبضائع على مستوى الموانئ الجزائرية الرئيسية، على رأسها ميناء العاصمة.واستنادا إلى إحصائيات مؤسسة ميناء الجزائر، فإنه تم تسجيل معالجة 2222 سفينة عام 2013 بنسبة نمو تقدر ب14.5% مقارنة بسنة 2012 حيث تم تسجيل معالجة 2093 سفينة معالجة، أما من حيث الكمية، فإنه تم معالجة 10.283 مليون طن في 2013 بنسبة نمو بلغت 9.88% مقارنة ب2012، وهو مستوى لم يتم تسجيله مند أكثر من 10 سنوات، ونفس الأمر يتعلق بمعالجة الحاويات التي انتقلت من 312639 في سنة 2012 إلى 346866 في سنة 2013 بنسبة نمو بلغت 10.95%، علما أن قدرات ميناء الجزائر تصل إلى حوالي 400 ألف حاوية، وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة بقاء السفن في عرض البحار لا يخص ميناء الجزائر العاصمة فحسب، وأن ميناء بجاية مثلا وهو ثاني أكبر الموانئ يواجه نفس الظاهرة، حيث فاقت حركة الحاويات في 2012 حوالي 228366 حاوية بنسبة نمو بلغت 20% مقارنة ب2011، وعرفت الحركة عام 2013 نموا ب13%، إلا أن معدلات بقاء السفن في عرض البحر تقدر بحوالي 12 يوما، وهو ما يشكل أيضا إشكالا، خاصة أن مدة إضافية تزاد للتفريغ والنقل، وينتظر أن تقوم الجزائر خلال السنوات المقبلة دون تحديد رزنامة ببناء ميناء كبير لتعويض ميناء العاصمة الذي سيحول إلى ميناء ترفيه وخدمات.