اختتم، أمس، المنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين، في مدينة مراكش المغربية، باقتراح اعتماد “المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار”، في محاولة من أرباب العمل الخواص لوضع خارطة طريق من أجل الاندماج الاقتصادي بين البلدان الخمس. قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب، نزار بركة، في تقديمه لاقتراح المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار، أن تكتل أرباب العمل والاقتصاديين في المغرب العربي حول هذه المبادرة يسمح بتجاوز حالة الجمود على المستوى السياسي، مشيرا إلى ضخامة فاتورة عدم الاندماج. وأوصى “بيان مراكش” الذي تم تبنيه في ختام الملتقى، بضرورة تحرير المبادلات التجارية عبر الإسراع أولا إلى التوقيع على مشروع اتفاقية التبادل الحر بين الدول المغاربية، مع الربط بين أسواق دول الاتحاد، مع ضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع والخدمات ورؤوس الأموال. وشدد أرباب العمل المغاربيون على أهمية الإسراع في وتيرة الإجراءات التأسيسية للمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية الذي ستعقد جمعيته التأسيسية، قبل نهاية السنة، والذي يعول عليه من أجل المساهمة في تمويل المشاريع الاندماجية في مجال التجارة والاستثمار في الفضاء المغاربي. وفي هذا الإطار، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين اتحاد المصارف المغاربية والاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال. وحث البيان الختامي على تحيين الاتفاقية الخاصة بتفادي الازدواج الضريبي وإرساء قواعد التعاون في ميدان الضرائبي على الدخل، وكذا تحيين اتفاقية التعاون الإداري المتبادل من أجل الوقاية من المخالفات الجمركية. وشهد اليوم الختامي تقديم دراسة حول المبادرة المغاربية، أنجزت بمشاركة هيئات رجال الأعمال المغاربيين، اقترحت خطة عمل لإسراع وتيرة الاندماج المغاربي والرفع من مستوى الاستثمارات والمبادلات البينية وتنسيق السياسات والإجراءات التجارية والجمركية والمصرفية، من أجل تسيير مناخ الأعمال وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين. يشار إلى أنه تم الاتفاق بين أعضاء الاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال على الاجتماع الشهر المقبل بالدار البيضاء في المغرب، من أجل إعادة هيكلة الاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال ومتابعة أشغاله. وكان أرباب العمل المغاربيون قد ناقشوا على مدى يومين عدة إشكاليات متعلقة بإمكانيات الاندماج الاقتصادي بين دول الاتحاد الخمس، واجتمعوا في ورشات عمل للتحاور حول كيفية استكمال التقارب الجمركي والتنظيمي، الاندماج اللوجستيكي، وسوق الشغل. وحضرت الجزائر من خلال وفد من رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين، ينشطون في عدة مجالات، كالبناء، النسيج، السياحة وغيرها من القطاعات، يقودهم رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، السيد بوعلام مراكشي، الذي أكد على ضرورة المضي تدريجيا في طريق الاندماج وتعميق العلاقات الاقتصادية بين دول المغرب العربي دون حرق المراحل لتحقيق النتائج المرجوة.