ينتهي الحمل غالبا بعد مرور 280 يوم على بدايته، زائد أو ناقص أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، حيث تحدث الولادة التي تمثل المرحلة النهائية للحمل وتحرير الأم من معاناتها وآلامها، وكذا تحرير الجنين وخروجه للحياة التي طال انتظاره. تحدث الولادة، في أغلب الحالات، عند نهاية المدة الطبيعية لها أي في حدود 9 أشهر، وأحيانا قد تتم بين 6 و8 أشهر ونصف شهر، وتسمى في هذه الحالة بالولادة قبل الأوان. وقد تتعطّل عملية الولادة عند بعض النساء، ولا تتم بصفة تلقائية، وتصبح بحاجة إلى تنشيط حدوثها إصطناعيا لتفادي تعرض الجنين لمضاعفات وأحيانا الأم. يخرج الجنين من بطن أمه يوم الولادة عبر المهبل، أحيانا بسهولة وأحيانا بصعوبة حسب ما يسمى الإقبال، أي الجهة التي يتقدم بها للخروج سواء بالرأس التي تمثل الحالة الأكثر وقوعا، حيث تتم الولادة بسهولة دون معاناة كبيرة لا من الأم ولا بالنسبة للجنين، لكن هذه قد تتطلب عند المرأة التي تلد لأول مرة القيام بقطع شفرات المهبل لتسهيل مرور رأس الجنين وخروجه بسهولة، هكذا تتم الولادة في أكثر الحالات دون حرج. سواء بوضعية أخرى بالكتف أو بالرجلين أو بالمقعد.. الخ التي تمثل ولادة صعبة قد تحتاج أغلبها إلى عملية قيصرية. تمر عملية الولادة عبر عدة مراحل انطلاقا من المرحلة البدائية، حيث تحس المرأة الحامل ببعض الأوجاع التي هي عبارة عن تقلّصات متكررة للرحم تليها المرحلة الموالية، حيث تحس بازدياد حدة الأوجاع ودوامها مدة أطول، ويبدأ عنق الرحم في التوسع للسماح للجنين بالمرور عندما يحين الوقت ثم مرحلة الخروج التي تلي المرحلة السابقة مباشرة، حيث تصبح الحامل تحس بالحاجة إلى الدفع بالجنين إلى الخارج، في هذه اللحظة بالذات يحدث تمزق جيب المياه الذي عاش فيه الجنين طول مدة الحمل، ويصبح ممكن رؤية وضعية قدوم الجنين، فيتوسع عنق الرحم أكثر، وكذلك الحوض، ويشرع الجنين في الخروج بمساعدة الأم التي تواصل الدفع، ومساعدة القابلة التي تستقبل المولود الجديد الذي تتبعه المشيمة وملحقاتها، وتتم أخيرا الولادة بقطع الحبل السري ليصبح آنذاك المولود الجديد حرا طليقا. تعيش المرأة بعد الولادة مدة تدوم حوالي شهر ونصف شهر حتى رجوع الحيض مرحلة تسمى المرحلة ما بعد الولادة، يتم خلالها استعادة جسمها لحالته الطبيعية، ويسترجع الرحم حجمه الأصلي، كما يقوم الثدي بإفراز سائل أصفر يدعى الكولوستروم الذي يمثل مادة مغذية في منتهى الأهمية بالنسبة للمولود الجديد لابد أن يتناولها، نظرا لما تحتويه من بروتينات ودسم وسكريات وأجسام مضادة تحميه ضد الأمراض.