أجّل حزب الحرية والعدالة الإعلان عن موقف الحزب من الرئاسيات المقبلة، إلى غاية اتضاح المشهد السياسي وإعلان المجلس الدستوري للقائمة النهائية للمرشحين. قرأ رئيس الحزب محمد السعيد، أمس، في مستهل ندوة صحفية بمقر الحزب، بيانا للمكتب الوطني أعلن فيه أن الحزب ”لن يقدم مرشحا عنه لهذه الانتخابات وإرجاء القرار إلى غاية إصدار المجلس الدستوري لقائمة المرشحين”. وبرر محمد السعيد قرار إرجاء إعلان القرار النهائي بالحاجة إلى التريث، وقال ”أفضل التريث والحذر.. قد تعتبر هذه الإستراتيجية غير مناسبة وقد تعتبر ذلك.. نحن لا نريد اتخاذ قرار متسرع”. ويفهم من موقف محمد السعيد خشيته في إسقاط مرشح من المرشحين الحاليين قد يراهن عليه الحزب، كما حدث في سنة 2004، عندما حرم المجلس الدستوري أحمد طالب الإبراهيمي من المشاركة في الانتخابات. وقال محمد السعيد إن من الخيارات المطروحة أمام حزبه في هذه الانتخابات، الدعوة للتصويت بورقة بيضاء في حالة عدم اقتناع حزبه ببرامج أي من المرشحين الذين دخلوا السباق النهائي، ودعا لإدخال تعديلات على الدستور وقانون الانتخابات بشكل يلزم فيه المرشحين إعلان مواقفهم بعد أسبوع من استدعاء الهيئة الناخبة، على أقصى تقدير، لأنه من حق المواطنين، حسب قوله، الاطلاع على قائمة المرشحين. وحول الموقف من ترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات الرئاسية، سجل وزير الاتصال السابق تأخر الرئيس الإعلان عن موقفه، لافتا أن القرار يعود للمجلس الدستوري وتساءل من جديد إن ”كان الرئيس الحالي قادرا على ممارسة مهامه في الظروف الحالية وفي ظل عالم متغير”. وتابع ”ما يهم الجزائريين هو ماذا بعد 18 أفريل، أي بعد إعلان النتائج وهل المرشح الفائز قادر على الاستجابة للتطلعات ومواجهة التحديات”، وأبدى خشيته من تأزم الأوضاع في الجزائر في الفترة المقبلة، وقال ”نحن نعيش فترة قلق سياسي وكل الاحتمالات واردة”. وعبّر حزب العدالة في بيانه عن ”بالغ قلقه إزاء انزلاق الخطاب السياسي إلى مستوى خطير، فقد فيه بعض أصحابه كل شعور بالمسؤولية وتغلبت فيه الحسابات الشخصية على اعتبارات الدولة”، لافتا إلى أن ما صدر في الصحف الوطنية من تهم وتراشق كشف عمق الأزمة الأخلاقية التي تعيشها قوى سياسية، وتابع ”لقد أكد هذا الانزلاق والمناخ السياسي الحاجة الملحة إلى التعجيل بالتغيير”. وأكد أن صيانة وحدة الجيش والأمن أهم من انتخابات تثير مخاوف المواطنين”، ونصح الفاعلين السياسيين، وخصوصا السلطة، ب”استخلاص الدروس من الانتفاضات التي تتوالى في محيطنا العربي”.