ارتفعت حصيلة الاشتباكات المستمرة في طرابلس شمال لبنان إلى 22 قتيلاً، بعد سقوط ثلاثة قتلى ليلاً ووفاة جريح أصيب قبل يومين، فيما قتل راعيان في البقاع (شرق) برصاص من الجانب السوري. وقال مصدر أمني ل"فرانس برس" إن ثلاثة أشخاص قتلوا في الاشتباكات بطرابلس منذ مساء الخميس بينما توفي رجل اصيب قبل يومين متأثراً بجروحه. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الاشتباكات استمرت الليلة الماضية بشكل كثيف على مختلف محاور القتال في طرابلس، وأطلقت عشرات القذائف الصاروخية على هذه المحاور سمع صداها في مختلف أرجاء المدينة، فضلا عن الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وذكرت مصادر ل"رويترز" أن اثنين من المسلحين أصيبا خلال الاشتباكات التي جرت الليلة الماضية بين مقاتلين من حي باب التبانة وحي جبل محسن وماتا متأثرين بجراحهما. وأضافت ان قناصاً قتل بالرصاص رجلاً مدنياً مسنّاً الجمعة. كما توفي رجل آخر في جبل محسن متأثرا بجروح اصيب بها قبل يومين. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الاشتباكات التي بدأت في 13 آذار (مارس) الجاري إلى 22 فيما تجاوز عدد الجرحى ال150. وتراجعت حدة المعارك منذ الصباح، مع استمرار تبادل رصاص القنص. وقال الجيش اللبناني إن عبوة ناسفة كانت مزروعة الى جانب الطريق في محلة البحصاص في طرابلس انفجرت اثناء مرور دورية تابعة له من دون التسبب بإصابة احد من عناصر الدورية، فيما تضرر عدد من السيارات الموجودة في المنطقة. وأدت المواجهات أيضاً إلى احتراق منزلين وتضرر مساكن ومحال تجارية وسيارات، فيما ارتفعت سحب الدخان من الأحياء في التبانة والجبل نتيجة احراق النفايات المتراكمة منذ أسبوع بسبب تعذر وصول عمال التنظيمات لجمعها ونقلها. وبدأت هذه الجولة من المعارك قبل ثمانية ايام بعد مقتل رجل في 13 آذار (مارس) برصاص اطلقه رجلان ملثمان كانا على دراجة نارية في وسط طرابلس. ومنذ بدء الازمة في سورية قبل ثلاث سنوات، تشهد منطقتا باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية وجبل محسن الموالي للنظام السوري جولات عنف منتظمة تسببت بمقتل العشرات. وينتشر الجيش بعد كل جولة في كل طرابلس محاولا ضبط الامن واسكات مصادر النار. كما شهدت مناطق حدودية عدة مع سورية حوادث امنية متعددة. قتيلان في البقاع وفي منطقة البقاع (شرق) قتل راعيان احدهما سوري والآخر لبناني فجراً في منطقة مجدل عنجر الحدودية بإطلاق نار من جنود سوريين في الجهة المقابلة من الحدود. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن ياسين محمد ياسين (لبناني) وأحمد كزالي (سوري) كانا يعبران طريقاً وعرة غير شرعية من الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري فوقعا في أحد الكمائن حيث أطلقت النار عليهما من الجانب السوري وقتلا على الفور. وذكر مصدر أمني ل"رويترز" أن "الرجلين قتلا في منطقة جرود مجدل عنجر المحاذية لاراض سورية، وقد اطلق عليهما النار عناصر في الجيش السوري بعد الاشتباه بهما على الارجح". واوضح ان الرجلين يملكان مزرعة اغنام صغيرة في المنطقة. وهي الحادثة الاولى في هذه المنطقة، علما ان مناطق اخرى حدودية تتعرض غالبا لاطلاق نار وقصف من الجانب السوري. ويقول الاعلام الموالي للنظام السوري ان عمليات تسلل مسلحين وتهريب سلاح تجري عبر الحدود اللبنانية المتداخلة في مناطق كثيرة مع الحدود السورية وغير المحددة بوضوح والخارجة عن الرقابة الصارمة.