عانى "وكلاء" الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، في تجمعاتهم الشعبية خلال الحملة الانتخابية، من صعوبة في مقابلة الجماهير بسبب أحداث لاحقتهم في أكثر من تجمع من صناعة غاضبين، وكان واضحا مدى معاناة بعض منشطي حملة الرئيس في الخلاص من مطاردة فئات غاضبة من "وعود تم إخلافها" في السابق. كان عصيا على عبد المالك سلال، رئيس حملة الرئيس المترشح عبد بوتفليقة، إكمال التجمع الشعبي الذي عقده قبل أيام في ولاية ورڤلة، وبصعوبة كان صوت سلال يصل أطراف القاعة بسبب أصوات شباب غاضبين كانوا خلف الحضور يرفعون شعارات مناوئة لوعود الحكومة فيما يخص ملف التشغيل في الجنوب، وقد اعتبر هذا السلوك في أول الأمر طبيعيا إلى حد ما بما أن الرئيس المترشح ترك وراءه حصيلة قابلة للنقاش إما إيجابا أو سلبا، لكن الظاهرة تعممت في اتجاه باقي وجوه الحملة الرئاسية لعبد العزيز بوتفليقة، تشير شواهد كثيرة أن كلا من عبد العزيز بلخادم وعمار غول وعمارة بن يونس عانوا الأمرّين من أجل الهروب من مطاردات غاضبين. وبالإضافة إلى تجمّع ورڤلة، فقد رافق تجمع عبد المالك سلال في ولاية برج بوعريريج احتجاجات كبيرة من قبل غاضبين من العهدة الرابعة، ورغم أن أوساطا قريبة من المرشح عبد العزيز بوتفليقة حاولوا إلصاق تهمة التعرض لتلك التجمعات بمرشحين آخرين، إلا أن تكرارها في أكثر من محطة كشفت عن سلوك جديد في التعبير عن الرفض، لكن اللافت أن ”ميوعة” خطاب من تولوا الترويج لتجمعات بوتفليقة وغياب الكاريزما في سلوكهم السياسي ومستوى ”التملق” في الترويج لضرورة استمرار الرئيس، قد انعكس سلبا على حملة بوتفليقة الغائب عن عقد تجمعات بنفسه، وهو الذي عوّد الجزائريين في المواعيد الثلاثة الماضية على قدرة كبيرة في حشد الجماهير. ولم تقتصر مظاهر الغضب المعبّر عنه ضد الوجوه التي تنشط حملة الرئيس بوتفليقة على منطقة دون غيرها، ولا ضد أحد السياسيين دون غيره، فقد بدأت مظاهر ”الملاحقة” تتبين في أولى أيام الحملة الانتخابية يوم ال23 من مارس الماضي، لما واجه رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس ورئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول، موجة من الغاضبين في سور الغزلان بولاية البويرة، وحديث عن مطاردة بالحجارة لموكبهما، وسجل تجمع مرسيليا أول أمس، علامة فارقة في تجمعات هذين المسؤولين، بعدما سدت حولهما أبواب القاعة التي نشطا فيها تجمعا مع أفراد للجالية، وقد نقلت صور منقولة من الحدث تصرفات غاضبة ضدهما كادت تتطور لاعتداءات جسدية، ونقل شهود أن بين الغاضبين من هو غير متحزب أصلا وبين متعاطف مع حركة ”بركات” وعدد آخر من أنصار المرشح علي بن فليس. وعلمت ”الخبر” أن مديرية حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة قد لجأت لخيار توجيه ”دعوات شخصية” بالنسبة للتجمعات التي ستعقد للجالية على التراب الفرنسي، وهذا بغرض تفادي دخول من هم ”غير مرغوب فيهم”. ورغم أن عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، بعيد عن سمة ”سذاجة الخطاب”، إلا أنه بدوره لم يسلم من تصرفات شبيهة من قبل جزائريين غاضبين، إما من مشروع الرابعة وإما من حصيلة الرئيس المترشح على الصعيد الاجتماعي، فقد جرى ”تهريب” بلخادم من داخل أجواء غضب في ولاية الجلفة، ونفس الأمر حدث مع بعض التجمعات التي عقدها عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني والتي كان حاضرا في بعضها الفريق المناوئ لسعداني داخل الجبهة، وما أثار استغراب مراقبين هو لجوء مديرية حملة الرئيس لبعض ممارسات ”التحايل”، كما كان الحال مع تجمع للأطباء أول أمس بفندق الرياض والذين تمت دعوتهم على أساس أنه لقاء مع وزير الصحة حول مشاكل القطاع، لكن الحاضرين تفاجأوا بدخول عبد المالك سلال مدير حملة الرئيس بوتفليقة الذي قدم عرضا أمامهم حول مشروع الرئيس لقطاع الصحة في الخماسي المقبل.