لم يمض سوى أسبوع واحد على بداية الحملة الانتخابية، حتى بدأت حرب الأعصاب والبيانات تشتعل بين مديرية الحملة الانتخابية للرئيس المترشح مع مديرية حملة بن فليس، من خلال تبادل الاتهامات حول اعتداءات وتجاوزات، قالت مديرية بوتفليقة إن أنصار بن فليس وراءها، بينما نفت هذه الأخيرة مؤكدة بأنها من "دعاة النقاش والجدال في جو من الهدوء وبعيدا عن العنف والتخويفات". انتقلت المنافسة الانتخابية درجة جديدة من الحدة بين معسكري بوتفليقة وبن فليس، بعدما كانت في الأيام الأولى من بداية الحملة تقتصر السجالات بينهما على تقديم شكاوى واعتراضات إلى لجنة مراقبة الانتخابات، حول نشر الصور خارج الأماكن القانونية للحملة. وضمن هذا التطور، أصدرت مديرية حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بيانا انتقدت فيه ما وصفته ب”السلوكيات التي لا يمكن وصفها” و”غير المقبولة” الصادرة عن مناصري “أحد المترشحين” تعكر صفو أجواء التجمعات، في اتهام لأنصار بن فليس بالوقوف وراء ما يتعرض له مساندو الرئيس من تشويش. وقالت مديرية حملة بوتفليقة إنه “تم إخطار اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية بهذه المسألة”. وذكر معسكر الرئيس المرشح أن “بعض الأفراد المناصرين لأحد المترشحين يتسللون بين الحاضرين إلى التجمعات الشعبية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، محاولين بذلك، من خلال سلوكيات غير مقبولة، تعكير صفو أجواء العرس والفرحة التي تميز جميع هذه اللقاءات”. واعتبرت مديرية حملة الرئيس المترشح أنه من “المؤسف” أن يتم استغلال الشباب “لأغراض دنيئة وحقيرة من طرف سياسيين من المفروض أنهم يحملون طموح المصير الوطني ألا وهو رئاسة الدولة”، في إشارة أن المرشح بن فليس ليس في المستوى من المنافسة المرشح فيها. أبعد من ذلك، ترى مديرية حملة بوتفليقة أن “هذا السلوك ليس سوى نفخ في الرماد (...)”، متهمة أنصار بن فليس، دون أن تذكره بالاسم، بممارسة “السلوكيات التي تتعارض تماما مع كل الأخلاقيات السياسية”. وأشارت بهذا الخصوص إلى ما وقع أثناء تجمعات السيدين عمار غول وعمارة بن يونس في مرسيليا وتجمعات السيد عبد المالك سلال مدير الحملة في العديد من المرات. وقالت مديرية الحملة إنه من واجبها “التنديد بهذه السلوكيات التي تحولت تدريجيا من التشويش والضجيج إلى مناورات التطفل، وقد بلغت أحيانا استعمال العنف الجسدي”. وأوضحت أنه “تم رفع هذه المسألة إلى لجنة مراقبة الانتخابات الرئاسية وكذلك تحديد هوية مرتكبي تلك التجاوزات. وسوف يتحملون مسؤولياتهم كما يقتضي الأمر أمام العدالة”، في رسالة تحذير وإنذار إلى أنصار بن فليس. من جهتها، تبرأت مديرية الحملة الانتخابية للمترشح علي بن فليس بفرنسا من “الأحداث” التي عرفها التجمع الانتخابي الذي نشطه كل من عمارة بن يونس وعمار غول، الأحد الفارط، بمرسيليا، مشيرة إلى أنها “ممارسات بالية”. وأكد مكتب الحملة الانتخابية لعلي بن فليس بفرنسا أنه تلقى ب”ذهول” الأحداث التي شهدها أحد تجمعات الحملة الانتخابية بمرسيليا الذي نظم من قبل مساندين للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة. وقال مساندو بن فليس بفرنسا: “نندد بهذه الأعمال المنافية للديمقراطية”، مذكرين بأنهم من “دعاة النقاش والجدال في جو من الهدوء وبعيدا عن العنف والتخويفات”. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رئيس اللجنة الفرعية للإشراف على الانتخابات لمرسيليا، أمل الدين بولنوار، أن هيئته لم تتلق أي إخطار بشأن هذه القضية. وأوضح قائلا: “حسب المعلومات التي تم التأكد منها بعين المكان، فالأمر يتعلق بخمسة أشخاص كانوا في حالة انفعال شديد، رفعوا شعارات مناهضة للعهدة الرابعة لعبد العزيز بوتفليقة، وحاولوا في ختام التجمع الاعتداء على عمار غول أحد مساندي الرئيس”. ومن شأن الأعصاب والانفعالات أن ترتفع مع مرور أيام الحملة الانتخابية التي دخلت أسبوعها الثاني، ما يرجح وقوع تكهرب بين المعسكرين.