حذرت الكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء، أمس، من خطورة توظيف السلطة لزيارة كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، ك«جرعة ودعم لمرشحها في الرئاسيات”، ما يعمق حسبها ”الطعن في مصداقية هذه الانتخابات”، في إشارة إلى إمكانية استغلال الزيارة للتسويق للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة. استغربت الكتلة التي تضم نواب حركات مجتمع السلم والنهضة والإصلاح الوطني، ”توقيت هذه الزيارة، التي تتم في عز الحملة الانتخابية، وفي ظل سلطة تنفيذية يرأسها رئيس مترشح”. ولم يشر البيان في السياق ذاته إلى أي ربط بين هذه الزيارة وزيارة أمير قطر تميم بن حمد، اللتين تزامنتا من حيث التوقيت. ونبهت الكتلة التي لم تحسم أمرا موحدا في موقفها حيال الرئاسيات، إلى ”خطورة أن تكون هذه الزيارة لابتزاز الدولة الجزائرية”، خاصة في ظل ”الضعف والحالة المترهلة غير المسبوقة للسلطة”، مشيرة إلى أن ”الوضع المأساوي لأصحاب العهدة الرابعة يقتضي منهم، لضمان مصالحهم، تقديم المزيد من التنازلات من أجل بقائهم واستمراريتهم”. وأبرزت الكتلة أن هذه الزيارة ”ستسقط الأقنعة عمن يحتمي بالخارج ويستجدي الدعم الأجنبي، على خلاف ما تتهم به السلطة غيرها، في ظل بعض المغالطات التي تربط الأمن والاستقرار بضرورة استمرار هذه الزمرة في الحكم”، في تلميح إلى الخطاب التخويفي الذي يتبناه أنصار الرئيس المترشح، لإقناع الناخبين بأن الجزائر تواجه خطرا أجنبيا. وعبر بيان الكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء عن اهتمامه الكبير بزيارة كاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكي، جون كيري، للجزائر، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين في ظل الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة يظل أمرا عاديا وطبيعيا. يقصد أن تكتل الجزائر الخضراء لا يرفض إقامة علاقات جيدة مع أمريكا من حيث المبدأ. ويجدر التذكير أن حركتي مجتمع السلم والنهضة قررتا مقاطعة الرئاسيات، مبررتين ذلك بأنها محسومة مسبقا لصالح المترشح الرئيس، بينما اختلفت حركة الإصلاح الوطني مع هذا الموقف، وساندت المترشح علي بن فليس. ويسجل هذا البيان حضورا لتكتل الجزائر الخضراء منذ فترة طويلة نسبيا لم يظهر فيها أثر لنشاط مشترك له.