أخلطت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للجزائر وتصريحاته بشأن الرئاسيات أوراق المنافسين للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة في السباق الانتخابي، نظرا لتوقيتها الذي جاء في عز الحملة الانتخابية. وألهب كيري المترشحين الخمسة في الانتخابات، حيث نددّوا بالزيارة وجعلوا منها ”ورقة حسّاسة” ليخاطبوا بها الجزائريين في تجمعاتهم الشعبية. أفاد عبد القادر بوجوراس مدير الحملة الانتخابية للمترشح موسى تواتي ل ”الخبر”، بأن ”الزيارة كان من المفروض تأجيلها إلى ما بعد الرئاسيات حتى إن كان للجزائر علاقات مع الولاياتالمتحدة، لاسيما في الجانب الأمني وكذا الاقتصادي الذي بلغت فاتورة التعاون فيه 6.5 مليار دولار السنة الماضية”. وقال بوجوراس ”إن الخطير هو وجود وزراء يعتبرون زيارة كيري مفخّرة للجزائر، مع العلم بأنها زيارة لوزير خارجية من المفروض أنّه كغيره من وزراء آخرين لدول معينة”، مضيفا ”والأهم من ذلك نحن سنركز في حملتنا على البحث عن مصلحة الجزائر من هذه الزيارة وفرض المعاملة بالمثل، بالخصوص بعدما طالب كيري برئاسيات شفافة في بلادنا، وهذا تدخل في الشأن الداخلي واعتداء على سيادة الشعب الجزائري”. وأوضح جلول جودي مدير الحملة الانتخابية للمترشحة لويزة حنون في اتصال مع ”الخبر”، أن ”الزيارة هدفها ممارسة الضغط على الجزائر للتنازل على قراراتها السيادية بالخصوص منها في المجال الاقتصادي في جانب قاعدة الشراكة 51/49، فلم تجد الولاياتالمتحدة الفرصة سوى الحملة الانتخابية لممارسة الضغوط”. وذكر جودي بأن ”الزيارة أيضا تحمل قضايا لا يراد أن يطلع عليها الرأي العام، لأنّنا متأكدون أنّ هدفها ممارسة الضغوط على الجزائر، والدليل تصريح كيري الذي طالب برئاسيات شفافة، لذلك نحن نريدها انتخابات جزائرية محضة يحترم فيها صوت الشعب ومن دون إملاءات خارجية”. ورفض جودي الرد على سؤال ”الخبر” بأن الجزائر قبلت الضغوط على نفسها لأنّه كان بوسعها تأجيل الزيارة واكتفى بإجابة ”لا تعليق”. ووصف لطفي بومغار مسؤول الإعلام في مديرية حملة المترشح علي بن فليس في تصريح ل”الخبر”، زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الجزائر بأنّها عادية، ”ومن المستحسن أن تجمع الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية علاقات وطيدة خدمة لمصلحة البلدين، والمترشح بن فليس يسّجل بارتياح ملاحظات كيري”. وقال المتحدث ”الأمر الوحيد الذي يطالب به المترشح علي بن فليس هو أن يكون الضامن الوحيد لشفافية الانتخابات الرئاسية هو الشعب وأصوات الناخبين، كما يرى أن المعطى الانتخابي لا يحسم في الخارج بل في الداخل”. من جهته، أبرز أحمد بن صبان الناطق الرسمي في مديرية حملة المترشح عبد العزيز بلعيد في اتصال مع ”الخبر”، أن الزيارة ”إذا كانت في إطار العمل الدبلوماسي لدولة ذات سيادة (يقصد الجزائر) اعتبارا لدورها الهام في مكافحة الإرهاب فهذا أمر مقبول، أما إذا طبعتها خلفية أخرى فنحن نرفضها لكون الولاياتالمتحدة رائدة في مجال الديمقراطية، ولا نريد أن تشارك في اغتيال الديمقراطية، فالشعب هو من يطالب بالشفافية في الانتخابات وليست أطراف أو دولة خارجية”. ولم يرض المترشح علي فوزي رباعين عن زيارة جون كيري إلى الجزائر، وقال الناطق الرسمي باسمه توفيق بن علو ل ”الخبر”: ”إن التوقيت لا يهم بقدر ما يهمنا أن تدافع الولاياتالمتحدة عن مصالحها، وجاءت إلى الجزائر لتأخذ حقها من الريع الجزائري، فكيري وطني بامتياز، ونحن نتساءل أين هم الوطنيون الجزائريون”. ورفض المتحدث طلب الرئيس من كيري إمداد الجزائر بالتكنولوجيا، مشيرا إلى أن ”بلادنا ليست بحاجة إليها لأنّها تملكها لكنها هاجرت إلى الخارج، وثانيا الولاياتالمتحدة تكنولوجيتها الوحيدة هي بيع السلاح، والأهم أنه بلد ليس له شريك بل له مصالح”.