يصل اليوم إلى الجزائر كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، في زيارة تدوم يومين، في عز الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل الجاري، لإجراء مباحثات مع مسؤولين جزائريين ورئاسة وفد بلاده في جلسة الحوار الإستراتيجي بين البلدين. أفادت مصادر من السفارة الأمريكيةبالجزائر ل”الخبر” بأن زيارة كيري “مؤكدة”، على عكس التقارير باحتمال تأجيل السفرية بسبب كثافة الأجندة. ومن الصعب على السلطات الجزائرية تأجيل الزيارة مرة ثانية بعدما تأجلت جولة كانت مقررة مبدئيا في نوفمبر الماضي. ويتواجد كيري حاليا في الشرق الأوسط، حيث زار إسرائيل وينتقل اليوم إلى رام الله لمحاولة إنقاذ مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي في ظل تصلب مواقف تل أبيب. وتتستر الخارجية الأمريكية على برنامج الزيارة الذي يضم مباحثات مع نظيره رمطان لعمامرة، الذي يرأس عن الجانب الجزائري جولة الحوار الإستراتيجي الأميركي – الجزائري الذي أطلق في أكتوبر 2012. وقالت الخارجية الأمريكية، قبل أسبوع، إن كيري سيلتقي خلال تواجده بالجزائر بمسؤولين جزائريين رفيعي المستوى، يتوقع أن يكون الرئيس بوتفليقة في مقدمتهم. وتحمل الزيارة طابعا خاصا لتزامنها مع الانتخابات الرئاسية، ما دفع مرشحين ومعارضين لإعلان رفضهم لها، خشية استغلالها من قبل مرشح السلطة للترويج لنفسه. خصوصا أن الزيارة سترفق بتغطية إعلامية واسعة داخلية، وتمكن الرئيس المرشح من الظهور في التلفزة العمومية وقتا إضافيا. ولا توجد مؤشرات على عقد لقاءات مع ممثلي المعارضة الرافضة للانتخابات أو ممثلي المرشحين خلال هذه الزيارة المنتظر أن تختصر في يوم واحد، قبل السفر إلى المغرب. وطالب ممثلو جمعيات جزائرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل أيام، كيري بإلغاء الزيارة ومنع استغلال زيارته من قبل الرئيس بوتفيلقة لدعم استمراره في الحكم، وأثارت هذه الانتقادات دائرة مساندي الرئيس المرشح، حيث اتهمها وزير الصناعة، عمارة بن يونس، بمحاولة إفشال الزيارة. وتعتبر المرشحة لويزة حنون زيارة كيري للجزائر تدخلا في الشأن الداخلي، ومحاولة لفرض أجندة شبيهة بما حدث في بعض دول الجوار أو في أوكرانيا. ويشير متتبعون للشأن الجزائري أن كيري سيأخذ بعين الاعتبار كل هذه العناصر في زيارته وسيتجنب دعم أي مرشحين علنا، باعتبار أن الزيارة زيارة دولة. لكن من غير المستبعد أن يمارس كيري، الذي سيمضي ليلته في الجزائر، عكس ما هو معروف في تقاليد زيارات المسؤولين الأمريكيين، ضغوطا على أصحاب القرار لأجل إدخال إصلاحات سياسية حقيقية، في ظل المخاوف من اهتزاز الاستقرار الداخلي، وانفلات الوضع واحتمال ضرب المصالح الأمريكية، خصوصا في غياب التوافق بين الحمائم والصقور في هرم الدولة الجزائرية. وتنظر واشنطن بعين القلق إلى التغييرات التي تمت في الدولة، في الأشهر الأخيرة، بإحالة كثير من المسؤولين على التقاعد، منهم ضباط في جهاز الاستخبارات، عرف عنهم التعاون الوثيق مع نظرائهم الأمريكيين. ووفق محللين، فإن ما يهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، هو استقرار الأوضاع في البلد، وليس من يحكمها، شرط ألا يكون الرئيس القادم على شاكلة الرؤساء المغامرين في العالم الثالث، وضمان المصالح الأمريكية في المنطقة.