من المنجيات الفاضلة الصِّدق مع اللّه والمراقبة له، وحسن التّفكير وقِصَر الأمل، وكثرة ذِكر الموت والاستعداد له. أمّا الصّدق فقال اللّه تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا اتّقُوا اللّه وكُونوا مع الصّادقين} التّوبة:119، وقال تعالى: {هذا يومٌ يَنفَع الصّادقين صِدقُهم..} المائدة:119، وقال تعالى: {مِن المؤمنين رِجالٌ صَدقُوا ما عاهدوا اللّه عليهِ..} الأحزاب:23، وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللّه الصّادقين بصِدقِهم..} الأحزاب:23. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ”الصِّدق يَهدي إلى البِرّ، والبِرّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال العبد يَصْدق ويتحرَّى الصّدق حتّى يُكتَب عند اللّه صِدِّيقًا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفُجور، والفجور يهدي إلى النّار، وما يزال العَبد يكذب ويتحرَّى الكذب حتّى يُكتَب عند اللّه كذّابًا”، متفق عليه. وأوّل الصّدق مجانبة الكذب في جميع الأقوال، ثمّ إنّ للصّدق مَدخلًا في جميع الأعمال والنّيات والأحوال والمقامات، ومعنى الصّدق فيها: الثبات عليها، والإتيان بها على الوجه الأحسن الأكمل الأحوط، مع بذل الاستطاعة ونهاية الجدّ والتّشمير للّه في الظاهر والباطن. الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني