مرت الأيام وتشابهت على فريق اتحاد مدينة عنابة، الذي وجد نفسه غارقا في وحل النتائج السلبية منذ بداية الموسم إلى أن انتهى به المطاف في قسم الهواة، في سابقة سوداء لم يشهدها النادي منذ تأسيسه سنة 1983. اتحاد عنابة الذي يعتبر من أكبر الفرق ذات القاعدة الجماهيرية في الجزائر رغم حداثة تأسيسه، يكمن عيبه الوحيد في الذين تعاقبوا على تسييره، والذين لم تكن لهم رؤية شاملة أو مشروع رياضي كبير يتماشى وإمكانيات المدينة التي تعد نموذجا حقيقيا، بامتلاكها لأربعة ملاعب معشوشبة طبيعيا، في صورة ملعب 19 ماي 56 والملحق التابع له وملعب العقيد شابو عبد القادر وملعب دريدي مختار بالحجار، فضلا عن ملعب السيفوس المعشوشب طبيعيا، الأمر الذي يؤهل الفريق ليكون واحدا من أبرز النوادي على المستوى الوطني وحتى الإفريقي، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتسقط كل الأحلام ليجد الفريق نفسه في قسم الهواة بداية من الموسم المقبل. وكان هذا السقوط المدوي متوقعا للمتتبعين والعارفين بالبيت العنابي، نظرا للتراكمات الكثيرة التي عرفها النادي بداية من الموسم ما قبل الماضي، حيث وجد الفريق صعوبات كبيرة في إتمام الموسم، انتهت بسقوطه إلى الرابطة الثانية المحترفة، ليتكرر السيناريو نفسه هذا الموسم، بسبب الصراعات التي حدثت في بداية التحضيرات بين الرئيس بوضياف وكروم رئيس النادي الهاوي حول شرعية هذا الأخير في قيادة الفريق، والتي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، على اعتبار أنها كانت سببا مباشرا في تأخر التحضيرات وانتداب لاعبين جدد بإمكانهم إعطاء الإضافة للفريق، أو على الأقل المحافظة على بقائه ضمن أندية الرابطة الثانية، في وقت شرعت أغلب النوادي في تحضيراتها، خلافا للاتحاد الذي ظل ينتظر الفائز بالصراعات الداخلية للتعامل مع الفائز بها. بعدها أخذ عبد الحميد بوضياف قرارا بتنصيب مراد سلاطني مدربا للفريق، خلفا للمدرب كمال مواسة، مع إعطائه صلاحيات التسريح والاستقدامات، ولم تمر إلا أيام قليلة حتى برزت للساحة معطيات جديدة، تؤكد استرجاع رئيس النادي الهاوي لأغلبية الأسهم، والتي تم على ضوئها تعيين ساسي شوكي رئيسا جديدا للنادي وكروم نائبا له، وهو التعيين الذي أعاد الصراع إلى بدايته بين الطرفين، انتهى بإقالة المدرب مراد سلاطني وتعيين عبد الكريم لطرش مدربا جديدا للفريق، في سابقة خطيرة كادت أن تأتي على مستقبل الفريق، الذي نجح في إعادة ترتيب البيت في اللحظات الأخيرة من انتهاء المهلة المحددة من قبل الرابطة الوطنية لكرة القدم، لتنطلق المسيرة لكنها كانت عرجاء بسبب نوعية اللاعبين الذين تم الاحتفاظ بهم أو الذين استقدمهم بوضياف، فكانت النتيجة عجزهم عن مسايرة وتيرة الرابطة الثانية المحترفة، وفشلهم في رفع التحدي وإنقاذ الفريق من السقوط. ويتحمّل الجميع مسؤولية سقوط اتحاد عنابة، بدءا بالرئيس السابق عيسى منادي الذي يتحمّل الجزء الكبير في وصول الفريق إلى هذه الوضعية، وكذا خليفته عبد الحميد بوضياف الذي فشل فشلا ذريعا في إعادة الاعتبار للفريق، فضلا عن رئيس النادي الهاوي كروم وجميع المساهمين الذين تركوا الفريق، أو الذين واصلوا العمل دون أن يتمكنوا من جمع الموارد المالية الكافية لتغطية نفقات اللاعبين الذين يتحمّلون هم أيضا جزءا كبيرا من المسؤولية، جراء الإضرابات التي كانوا يقومون بها من حين لآخر، والتي أثّرت بشكل مباشر على نتائج الفريق، في غياب الحوار الجاد بين المسؤولين واللاعبين، وبين المسيرين والهيئات المحلية التي عجزت هي الأخرى عن احتواء الوضع الصعب الذي كان يعيشه الفريق، وفي مقدمته قضية الديون التي كانت النقطة السوداء في مسيرة الفريق، بعد حرمانه من الانتدابات. أنشر على