بداية رحلة البحث عن الخمسة كيلوغرامات الذهبية النظام البرازيلي يكسب المعركة الأولى أمام غليان الجبهة الاجتماعية أعطيت، أمس، بملعب أريينا كورينتياس بساوبالو، إشارة انطلاق الطبعة ال20 لكأس العالم التي ستحضنها البرازيل على مدار 30 يوما، بمشاركة 32 منتخبا، تحت إجراءات أمنية مشددة، لم نشهدها من قبل في الملاعب العالمية، وهي الإجراءات التي بددت من مخاوف الوسط الكروي العالمي، بسبب الإضراب العام الذي شنّته في اليوم نفسه العديد من القطاعات الحساسة في بلد السامبا. وأشارت إحصائيات الهيئة الدولية لكرة القدم إلى أن حفل الافتتاح، وعلى بساطته، استقطب 4 ملايير مشاهد. تحدّت الحكومة البرازيلية، بقيادة الرئيسة ديلما روسيف، أمس، الجبهة الاجتماعية التي أعلنت هنا “الحرب” على إقامة المونديال، وطوّقت ملعب أرينا كورينتياس بساوبالو، بإحكام بقوات أمن، خاصة على مدار ثلاثة كيلومترات من كل الجوانب، حتى لا يقترب المتظاهرون من الملعب الذي شهد افتتاح هذا العرس الكروي العالمي. كما قامت قوات الأمن بتسهيل حركة المرور في الطرق المؤدية للملعب، في رسالة ضمنية لكل من شكك في قدرة البرازيل، على تنظيم هذا الموعد الكروي الذي استقطب بالمناسبة أكثر من 1100 صحفي، من صحافة مكتوبة وسمعية وبصرية، وأكثر من 400 مصور ممن يملكون بطاقة اعتماد تغطية لقاء الافتتاح. وإذا كانت الرئيسة ديلما روسيف قد رفضت أخذ الميكروفون أمس في حفل الافتتاح، إلا أنها بالمقابل، دافعت، في كلمة إلى الأمة البرازيلية، بثتها محطات التلفزة والإذاعة هنا بالبرازيل، عن التنظيم المثير للجدل لمونديال 2014، مؤكدة أن البرازيل “مستعدة لتظيم هذا الحدث داخل الملاعب وخارج”. كما رحّبت روسيف بالمشجعين من العالم بأسره، وقالت لهم إن البرازيل تنتظرهم ب«أذرع مفتوحة”. حفل الافتتاح، الذي شاركت فيه أمس المغنية الكولومبية شاكيرا، والذي يرمز للحضارة البرازيلية واللاتينية على حد سواء، حضرته العديد من الشخصيات السياسية (ما لا يقل عن سبعة رؤساء دول) وممثلين رسميين لما يقل عن 150 دولة، من بينهم وزير الرياضة محمد تهمي وديبلوماسيين، وكذا وجوه كروية معروفة من بقاع العالم، في لحظة اجتمعت فيها الأفكار وتوحدت فيها القلوب حول رياضة واحدة وهي كرة القدم، التي ستستقطب بالتأكيد، على مدار 30 يوما، أنظار الملايين حتى لا نقول الملايير من عشاق الجلد المنفوخ. ملعب أرينا الذي غصت مدرجاته بأكثر من 67 ألف متفرج لم يشهد أمس توافد أنصار السيليساو فحسب، بل المئات من محبي كرواتيا وأنصارا من مختلف العالم. علما أن إحصائيات اللجنة المنظمة للمونديال كشفت أنها تنتظر قدوم أكثر من 500 ألف مشجع من مختلف بقاع العالم. ويبدو أن النظام البرازيلي كسب أمس المعركة الأولى، حيث نجح في إبعاد أي خطر قد يمسّ بحفل الافتتاح، من خلال تجنيد أكثر من 20 ألف عون أمن، من شرطة وجيش وقوات خاصة، غير أن الحرب لم تحط أوزارها بعد، بدليل التهديدات المستمرة للمعارضة التي لن يهدأ لها بال إلا بتحقيق مطالبها. للإشارة، تستضيف البرازيل على مدى 30 يوماً النسخة العشرين من كأس العالم بمشاركة 32 منتخباً، ستتنافس على إحراز الكأس المرموقة، التي تزن 4,970 كلغ، ويبلغ طولها 36 سنتيمتراً، وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطاً. أنشر على