ودع الخميس منتخب الكاميرون، أحد ممثلي القارة السمراء، مونديال البرازيل بعد تلقيه هزيمة قاسية من نظيره الكرواتي بأربعة أهداف مقابل لا شيء. وبهذا الفوز أحيا المنتخب الكرواتي حظوظه في التأهل للدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه ويتبقى له مباراة صعبة أمام منتخب المكسيك الذي انتهت مباراته بالتعادل السلبي أمام البرازيل البد المضيف. أبقى المنتخب الكرواتي على حظوظه بالتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى منذ مشاركته التاريخية عام 1998 حين حل ثالثا، وذلك بفوزه الكبير على نظيره الكاميروني 4-صفر اليوم الأربعاء على ملعب "ارينا امازونيا" في مانوس في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لمونديال البرازيل 2014. وأكد المنتخب الكرواتي الذي يسعى لتجنب الخروج من الدور الأول لمشاركته الثالثة على التوالي (خرج من هذا الدور عامي 2002 و2006) من أصل أربع بالمجمل، المستوى الجيد الذي ظهر به في المباراة الافتتاحية أمام البرازيل رغم خسارته بمواجهة المضيف 1-3، وأنهى مغامرة الكاميرون عند الدور الأول مرة أخرى بعد أن انتهى مشوار الفريق الأفريقي عند هذا الدور أعوام 1994 و1998 و2002 و2010، إضافة إلى عام 1982، فيما تجاوز هذا الحاجز مرة واحدة عام 1990 حين فاجأ العالم ببلوغه ربع النهائي. وأصبحت الكاميرون ثالث منتخب يتأكد خروجه من الدور الأول بعد استراليا وأسبانيا حاملة اللقب (الاثنان عن المجموعة الثانية). وتمكن المنتخب الكرواتي الذي ألحق بالكاميرون هزيمتها السادسة على التوالي في العرس الكروي (أطول سلسلة هزائم لمنتخب أفريقي)، من تحقيق فوزه الأول في النهائيات منذ ان تغلب على ايطاليا 2-1 في الجولة الثانية من الدور الأول لمونديال 2002، قبل أن يخسر بعدها في الجولة الثالثة أمام الإكوادور (صفر-1)، فودع البطولة كما كانت حاله أيضا عام 2006 حين خسر أمام البرازيل (صفر-1) وتعادل مع اليابان (صفر-صفر) واستراليا (2-2). وستكون الجولة الأخيرة التي تقام الاثنين المقبل مصيرية حيث تلتقي كرواتيا مع المكسيك التي تملك أربع نقاط من فوزها على الكاميرون 1-صفر وتعادلها الملفت مع البرازيل المضيفة صفر-صفر. أما بالنسبة للكاميرون التي يعود فوزها الأخير في النهائيات إلى الجولة الثانية من الدور الأول لنسخة 2002 على حساب السعودية (1-صفر سجله صامويل ايتو)، فستخوض مباراة هامشية بالنسبة لها وهامة جدا للبرازيل في الجولة الأخيرة. وكما متوقعا، غاب عن الكاميرون نجمها المطلق ايتو بسبب إصابة في ركبته وقد استبدله المدرب الألماني فولكر فينكه بمهاجم لوريان الفرنسي فنسان أبو بكر. كما أجرت الكاميرون تبديلا آخر على التشكيلة التي واجهت المكسيك بإشراك جويل موتيب في خط الدفاع بدلا من سيدريك دجوغو. اما في جهة كرواتيا الحالمة بتكرار انجاز 1998 في فرنسا حين حلت ثالثة في أول مشاركها لها كدولة مستقلة، فعاد إلى تشكيلة المدرب نيكو كوفاتش مهاجم بايرن ميونيخ الألماني ماريو ماندزوكيتش بعد غيابه عن المباراة الافتتاحية بسبب الإيقاف وكانت مشاركته موفقة تماما إذ سجل ثنائية. كما أجرى المدرب الكرواتي تعديلين آخرين باشراك دانيال برانييتش في خط الدفاع بدلا من سيم فرساليكو، وسامير المولود في البرازيل بدلا من ماتيو كوفاسيفيتش. وقد استهل الكروات اللقاء بشكل مثالي اذ افتتحوا التسجيل في الدقيقة 11 عبر أوليتش اثر كرة وصلته من الجهة اليمنى عبر زميله في فولفسبورغ الألماني ايفان بيريسيتش فسبق ستيفان مبيا إليها وأودعها من مسافة قريبة في مرمى الحارس تشارلز ايتادنج. وواصل رجال كوفاتش ضغطهم رغم الهدف الذي سجلوه وكانوا قريبين جدا من الوصول إلى الشباك مجددا اثر كرة من ركلة ركنية وصلت إلى ماندزوكيتش الذي حولها برأسه لتصل إلى بيريسيتش الذي فشل في ترجمتها إلى هدف رغم وجوده قريبا جدا من المرمى بعدما اصطدم بتألق الحارس الكاميروني (17). ثم غابت الفرص الحقيقية عما تبقى من الشوط الأول الذي شهد تعرض الكاميرون لضربة قاسية بطرد الكسندر سونغ بعد أن اعتدى على ماندزوكيتش في الدقيقة 40 ودون كرة، لينضم لاعب وسط برشلونة الأسباني إلى شقيقه ريغوبرت الذي سبق وأن طرد مرتين في كأس العالم ليكون نصيب عائلة سونغ ثلاث حالات طرد من أصل ثماني للكاميرون في النهائيات. وتسبب طرد سونغ بتعقيد مهمة بلاده وتمهيد الطريق أمام كرواتيا لمواصلة ضغطها في الشوط الثاني الذي كادت تستهل بهدف التعزيز من كرة جانبية وصلت إلى سامير الذي سدد من زاوية ضيقة في الشباك الجانبية (47). ولم ينتظر رجال كوفاتش كثيرا ليعوضوا هذه الفرصة عبر بيريسيتش الذي استفاد من تشتيت خاطئ للحارس الكاميروني لكي يتسلم الكرة من بعد نصف الملعب بقليل ثم انطلق بها وتوغل في المنطقة قبل ان يسددها من زاوية ضيقة بعيدا عن متناول ايتاندج (48). وحصل الكروات على فرصة أخرى لتسجيل هدف ثالث سريع بعد أن وصلت الكرة إلى ماندزوكيتش الذي تقدم بها قبل أن يسددها بمضايقة المدافع بجانب القائم الأيسر (50). ورد المنتخب الكاميروني بفرصته الخطيرة الأولى على مرمى ستيبي بيليتسوكا من تسديدة "طائرة" صاروخية لداني نونكو، لكن محاولة بديل اوريليين شيدجو علت العارضة (52). ووجه الكروات الضربة القاضية لمنتخب "الأسود غير المروضة" عبر ماندزوكيتش الذي أضاف الهدف الثالث اثر ركلة ركنية نفذها برانييتش من الجهة اليسرى فانقض عليها مهاجم بايرن ميونيخ وأودعها برأسه في الشباك (61). أنشر على