رغم تدشينه مونديال البرازيل 2014 بهزيمة قاسية أمام منتخب بلجيكا جعلته في الصف الأخير للمجموعة الثامنة، بعد تعادل كوريا الجنوبيةوروسيا، إلا أن المنتخب الوطني قلب الوضع رأسا على عقب في الجولة الثانية، بعد الفوز الباهر على ممثل آسيا بنتيجة (4/2)، وأضحى المرشح الأكبر لمرافقة "الشياطين الحمر" إلى الدور الثاني، ما دام مصيره بين أقدام "الخضر" في اللقاء الأخير أمام منتخب روسيا يوم الخميس. يجد المنتخب الوطني نفسه في وضع مريح لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور ثمن النهائي، وهو ما لم يحدث حتى لصانعي “ملحمة خيخون 1982”، رغم بدء مونديال إسبانيا بفوز تاريخي أمام عمالقة ألمانيا الغربية آنذاك، ولم يشفع لهم الفوز كذلك على منتخب الشيلي في المباراة الثالثة، وحصد 6 نقاط كاملة لدخول التاريخ من بابه الواسع، على عكس المنتخب الحالي الذي تصبّ كل الاحتمالات في صالحه ليكون في الدور القادم مع “الكبار”، ويكفيه الفوز على روسيا يوم الخميس المقبل لتحقيق هذا المبتغى، دون انتظار نتيجة المباراة الثانية بين بلجيكا، المتأهلة سلفا، وكوريا الجنوبية. وحتى التعادل أمام “الدب الروسي” يكفي “الخضر” للحاق بالمحطة المقبلة، إلا إذا حدثت “معجزة كروية” فريدة من نوعها في تاريخ كأس العالم، أو تكرار مباراة “العار” بين ألمانيا والنمسا عام (1982)، حين تواطأ منتخبا هذين البلدين ضد “الخضر” لإقصائهم، ويتوجب على منتخب كوريا الجنوبية الفوز على رائد المجموعة الثامنة بلجيكا بفارق أربعة أهداف، حتى يتجاوز فارق المنتخب الوطني (+1)، لأن الفوز بفارق ثلاثة أهداف يجعل ممثل آسيا متعادلا مع الجزائر في الفارق، إلا أن “الخضر” يحظون بأفضلية تسجيل أكبر عدد من الأهداف، وأيضا أفضلية الفوز على المنافس الذي يتصارع معه من أجل التأهل . ويكون احتمال خروج “الخضر” في الدور الأول في حال الخسارة أمام روسيا التي تتفوق، حينها، على المنتخب الوطني برصيد النقاط (4 مقابل 3 للجزائر)، وهي فرضية يمكن تفاديها، إذا عرف الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش كيف يسيّر هذه المباراة التي يستحيل أن تكون سهلة، مثلما كان عليه الحال أمام كوريا الجنوبية، نظرا لتجربة أشبال المدرب فابيو كابيلو وقوتهم البدنية وحنكتهم التكتيكية التي دوّخت مدرب منتخب بلجيكا مارك ويلموتس، وعانى رفاق إيدين هازار الأمرّين قبل تحقيق الفوز قبل دقيقتين من نهاية اللقاء. وعليه، يتوجب على “حاليلو” عدم الإفراط سواء في الدفاع، بنيّة تحقيق التعادل، أو الإفراط في الهجوم، اعتقادا بأن المنافس في متناوله، باعتباره تعادل مع كوريا الجنوبية، علما أن المباراة الثالثة تعد اختبارا حقيقيا ل«الخضر” لإثبات الذات والتأكيد على أنه قادر على مقارعة “الكبار”. فهل ينجح أشبال حاليلوزيتش فيما أخفق فيه تلاميذ سعدان في مونديالي المكسيك 1986 وجنوب إفريقيا 2010، حين فشلوا في تحقيق التعادل أمام إسبانيا (0/3) والفوز على الولاياتالمتحدةالأمريكية (0/1) على التوالي؟ أنشر على