شرعت الجهات الوصية في تنفيذ العملية النموذجية المتعلقة بالتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية المكدّسة، منذ سنوات، لدى أكثر من عشرة آلاف صيدلي، حيث تمكنت شركة ”سكاي الخضراء” من تجميع عشرات الأطنان على مستوى ولايتي معسكر والمدية، تمهيدا لتعميم العملية على كل الولايات للقضاء على 23 مليون كلغ من الدواء. وأكد السيد منّاع صلاح الدين، الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للصيادلة، في اتصال جمعه ب«الخبر”، أمس، انطلاق المشروع النموذجي الخاص بإتلاف الأدوية المنتهية الصلاحية التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية والبيئة، بفعل تكديسها منذ سنة 2002، تاريخ صدور قرار منع حرق وتدمير الأدوية في المزابل العمومية وأماكن تجميع القمامات، حيث انطلقت أمس عملية تجميع الأدوية في ولاية تيبازة، لتكون بذلك ثالث ولاية نموذجية تشملها العملية بعد ولايتي معسكر والمدية، في انتظار الولاية الأخيرة المبرمجة، والمتمثلة في البليدة. وحسب مصادر مطلعة متابعة لهذا الملف الهام الذي تشرف عليه وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، فإن المتعامل الذي انتدبته النقابة في إطار اتفاقية ثلاثية وقعت عليها كل من نقابة السنابو، وشركة سكاي الخضراء ومؤسسة لافارج، نجح في مسح كل الصيدليات الواقعة في محور ولايتي معسكر والمدية، حيث تمكن من تجميع مجموع 30 طنا من الأدوية المنتهية الصلاحية في الولاية الأولى، بينما لا تزال التقارير تضبط لإحصاء الكميات الخاصة بالولاية الثانية، وذلك تحت إشراف ومراقبة صارمة من محضرين قضائيين بالنظر إلى حساسية هذه المواد التي تكتسي خطورة بالغة أثناء نقلها.وتعكف شركة ”سكاي الخضراء” حاليا على تخزين كل الأدوية التي يتم تجميعها من الولايات المستهدفة في مخازن خاصة، قبل العمل على نقلها باتجاه مصنع ”لافارج” الواقع في منطقة عڤاز بمعسكر، باعتبار أن المعطيات التقنية للحرق والتدمير تتطلب ضبط الشحنة الإجمالية حتى لا يتم التوقيف الدوري للعملية على مستوى الأفران المهيأة لإتلاف معدل 14 طنا في اليوم الواحد، وذلك إلى حين القضاء على كل الشحن المجمعة. ومن المبرمج أن يتم توسيع المشروع إلى القطاع العمومي، من خلال استهداف المخزون الهائل من الأدوية المنتهية الصلاحية المكدسة على مستوى وحدات ”أنديماد”، والمستشفيات، ومؤسسات تصنيع الأدوية، إذ يقدر الحجم الحقيقي لهذه الأدوية بعشرات الآلاف من الأطنان.