يشنّ نقاد وإعلاميون مصريون هذه الأيام حملة ضد أعمال الدراما المصرية التي يقدّمها كبار الممثلين، على غرار عادل إمام والممثل السوري جمال سليمان، في مسلسل "صديق العمر"، حيث لا تصبّ العناوين العريضة التي تصدرها الجرائد المصرية كل يوم في صالح الأعمال المصرية المتعددة التي أنتجت للتنافس على جمهور رمضان. قد ركّز النقد على الأخطاء التاريخية، لتضيف حالة السخط التي تعجّ بها الساحة الفنية المصرية ضد مسلسل ”سرايا عابدين” للمخرج عمرو عرفة الذي بات في فوهة البركان، بعد أن اتهم لعدة مرات بتشويه تاريخ مصر ومحاولة تقليد الدراما التركية وتحديدا مسلسل ”حريم السلطان”. بحسب الإعلام المصري، فإن ثقافة المخرج المصري رامي إمام، الذي يعرف بولعه الشديد برياضة كرة القدم، لم تعصمه من الوقوع في أخطاء وصفتها الصحافة المصرية ب«الكارثية”. ورغم أن المخرج رامي إمام يقدّم مسلسل ”صاحب السعادة” يشارك والده الفنان القدير عادل الإمام، إلا أن حالة من الانتقادات وجهها جمهور النادي الأهلي إلى المسلسل، الذي ظهر في أحد مشاهد حلقات الأسبوع الأول ”لوغو” مشجعي ”الألتراس” لأحد الفرق المغربية لكرة القدم بدل شعار مشجعي ”الألتراس” المصري، وهو ما أثار سخرية جمهور نادي الأهلي الذي لم يستطيعوا تقبل الخطأ الفني. وقد حاصرت موجة الأخطاء الفنية مسلسل ”صديق العمر”، للمخرج عثمان أبولين وبطولة الفنان السوري الكبير جمال سليمان، حيث وقع خلال الحلقات الأولى في أخطا تاريخية تخص علاقة الصداقة التي جمعت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوزير الدفاع المصري السابق عبد الحكيم عامر، وهو ما اعتبره المؤرخون المصريون أمرا غير مقبول، وفسرته الصحافة المصرية بضعف السيناريو الذي كتبه السيناريست المصري محمد ناير. غير أن مسلسل ”سرايا عابدين”، الذي اتهم بأنه يحاول العزف على نغمة الإثارة الجنسية في بعض المشاهد، كان له الحظ الأكبر من النقد، حيث لا تبدو الصحافة المصرية راضية بحجج الدفاع التي قدمها مخرج العمل الذي يشارك فيه الفنان نخبة الممثلين المصريين والسوريين، أبرزهم قصى الخولي الذي يجسد دور الخديوي إسماعيل والفنانة يسرا ونيلي كريم وغيرهم، الذين قدموا، حسب النقاد المصريين، دراما لا تليق بشهر رمضان، فضلا على أنها وقعت في عدة أخطاء غير منطقية وأخرى تاريخية، منها المشهد الذي جمع صلاح عبد اللّه الذي يؤدي دور طبيب القصر بغادة عادل (إحدى الجواري)، والتي كان يتم تجهيزها لقضاء ليلة عيد ميلاد الخديوي بجانبه، وأثناء الكشف عليها للتأكد من أنها لا تحمل أي أمراض معدية يسألها الطبيب حول عذريتها، فترد عليه وتستعطفه ألا يكشف سرّها، فيُفاجأ الجميع من رد الطبيب الذي يؤكد لها أنه يستطيع أن يُعيدها بكراً، على الرغم من أن المسلسل يتناول حقبة تاريخية تعود لقرابة القرنين الماضيين، ولم يكن وقتها الطب وصل لما عليه الآن في عصرنا الحديث. ولم تسلم الممثلة التونسية هند صبري هي الأخرى من موجة النقد، فرغم أنها حاولت تقديم دراما كوميدية مختلفة تحاور الواقع المصري بعد الثورة المصرية، إلا أن المخرجة مريم أبو عوف تواجه هذه الأيام موجة من النقد، سيما فيما تعلق بالأخطاء الفنية كعرض المسلسل لأغاني لا تتماشى مع الحقبة الزمنية التي يتمحور حولها مسلسل ”إمبراطورية مين”.