مصير أضحيات عيد الجزائريين يتحدّد بعد شهر من حصار العدوى مازالت كل ولايات الوطن في حالة استنفار قصوى لمنع انتشار الحمى القلاعية في أوساط المواشي، بعد أن تزايد عدد الأبقار المصابة بهذا الداء، الذي انتقلت عدواه إلى 16 ولاية، ليرتفع بذلك عدد الأبقار المذبوحة بولاية سطيف لوحدها والمصنفة في الخانة الحمراء إلى 1500 رأس بقر تم ذبحها إلى غاية أول أمس، منها 500 عجل. بالمقابل، قلّل مصدر مسؤول من المصالح البيطرية لوزارة الفلاحة من خطورة انتشار الحمى القلاعية، مؤكدا أنه سيتم التحكم في هذا الفيروس خلال ال10 الأيام المقبلة، وذلك قبل حلول عيد الأضحى. وأكدت مصادر من القطاع الفلاحي أن سلامة المواشي التي سيتم تسويقها وبيعها للمواطنين، بمناسبة عيد الأضحى المقبل، تتوقف على مدى احترام الموّالين للتعليمات التي وجهتها وزارة الفلاحة، خاصة منها تلك المتعلقة بغلق أسواق المواشي. وحسب المصادر نفسها، فإن مدة غلق هذه الأسواق لا يجب أن تقل كحدّ أدنى عن 25 يوما، أي حوالي الشهر، لمنع انتشار عدوى الحمى القلاعية إلى المواشي، التي لم تسجل حالات إصابة منها إلى غاية الآن. غير أن ضرب الموّالين لتعليمات الوزارة عرض الحائط سيجعل المواشي عرضة للإصابة بفيروس الحمى القلاعية، بالنظر للانتشار السريع لهذا الداء، خاصة بين المواشي، والتي سيتم نقلها من الولايات المصابة إلى تلك التي لم تنتشر بها العدوى. في الإطار نفسه، كشفت المصادر ذاتها عن فتح أسواق موازية لبيع المواشي في العديد من ولايات الوطن، منها الجلفة وتيارت والأغواط والبيّض وغيرها، مرجعة ذلك إلى عدم وجود تنسيق بين المصالح المعنية بمحاربة تفشي داء الحمى القلاعية. وبخصوص تلقيح ما تبقّى من الأبقار السليمة، في المناطق التي أعلن فيها عن عدد هام من الإصابات بداء الحمى القلاعية، أوضح مصدر من المصالح البيطرية بأن الوزارة الوصية تأخرت في توفير اللقاح بالنسبة للعديد من الولايات، والتي من المرتقب أن تصلها كميات هامة ابتداء من أمس، مثل قسنطينة وأم البواقي وخنشلة وباتنة. وعن نوعية اللقاح، قال المصدر نفسه إنه لا يمكن التأكد من نجاعته، إلا بعد التأكد من طبيعة فيروس الحمى القلاعية لهذه السنة، والذي يمكن أن يختلف عن ذلك المسجل خلال السنوات الماضية.