أعطى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الضوء الأخضر لتقديم مساعدة عسكرية لفرنسا، قدرها 10 ملايين دولار، دعما لعملياتها العسكرية في إطار محاربة الإرهاب، في مالي والتشاد والنيجر أو ما يعرف بعملية ”برخان”. وسيخصص هذا المبلغ لعمليات ”النقل الجوي ونقل المؤونة جوا، التي طلبتها فرنسا لدعم عمليات محاربة الإرهاب في هذه البلدان”، وفق ما ذكره إدوارد برايس، الناطق الرسمي لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وكانت فرنسا قد أطلقت في جانفي 2013، عملية عسكرية واسعة في مالي ”سرفال”، ضد الجماعات المسلحة التي كانت استحوذت على شمال البلاد وكانت تتجه جنوبا نحو العاصمة باماكو. ومنذ الفاتح من أوت 2014، قامت القوات الفرنسية بإعادة رسم مهمتها في المنطقة في إطار عملية ”برخان” التي تهدف لمحاربة إرهاب الساحل. وستتمركز قيادة هذه القوة العسكرية التي تتكون من 3000 جندي في العاصمة التشادية انجامينا. وتأتي هذه المساعدة بعد أيام من تأكيد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي، باراك أوباما، أن فرنساوالولاياتالمتحدة متفقتان تماما حول أسلوب محاربة تنظيم داعش، المتمركز في مناطق من سورياوالعراق. وجاء في بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس هولاند أكد لنظيره الأمريكي أن فرنسا سوف تقوم بواجباتها في دعم ما تقوم به الولاياتالمتحدة من دعم عسكري، وأيضا الدعم اللوجيستي الذي سيتخذه مجلس الأمن، وأن فرنسا قامت بالاتصال بدول الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة العاجلة للمسيحيين والإيزيديين العالقين في شمال الموصل. وتتبادل فرنساوالولاياتالمتحدة المساعدة والتنسيق لمحاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة في المناطق التي تقع في دائرة نفوذهما، سواء في الساحل، فيما يخص باريس، أو الشرق الأوسط بالنسبة لواشنطن، خاصة بعدما أشارت تقارير استخباراتية أمريكية إلى رصد مجموعات من المقاتلين ينشقون عن تنظيم القاعدة في اليمن وإفريقيا للانضمام إلى تنظيم داعش المنافس الذي سيطر على مساحات من الأراضي في العراقوسوريا والذي تستهدفه الضربات الجوية الأمريكية. وينظر المحللون الأمريكيون إلى هذه التحركات باعتبارها مؤشرا مقلقا لتوسيع الرغبة في الانضمام إلى ”داعش” التي قد تدخل صراعا مباشرا مع الولاياتالمتحدة.