جيراس ولوروا يحاولان الضغط على لاعبينا بترشيح الخضر للتتويج بالكأس" "أنصح غوركوف بالتحضير ل"الكان" في بلد استوائي قريب من غينيا الاستوائية" *“على لاعبينا التخلص من فكرة أنهم الأحسن إفريقيا” * “تعلمت الكثير مع أرثور جورج لكنه لا يملك عصا سحرية لإنقاذ العميد” * “الكاف قادرة على برمجة كأس أمم إفريقيا في شهر جوان” * “الكان ليس المونديال وسيلعب في ظروف خاصة”
أوقعت قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا الجزائر في المجموعة الثالثة رفقة غانا والسينغال وجنوب إفريقيا، فما هي قراءتك لهذه المجموعة التي سميت ب”مجموعة الموت”؟ بالفعل، القرعة أوقعت منتخبنا في مجموعة الموت، نظرا لقوة المنتخبات الثلاثة التي سنواجهها في الدور الأول. فمنتخب غانا غني عن كل تعريف ويعتبر من بين أحسن المنتخبات الإفريقية، يملك لاعبين ممتازين ولديه خبرة في هذه المنافسة القارية. أما منتخب السينغال فقد سجل عودة قوية وقدّم مشوارا مميّزا في التصفيات، بفضل لاعبيه الذين يملكون فنيات عالية ويمتازون بلياقة بدنية قوية. فهذا المنتخب الذي غاب عن الساحة الإفريقية منذ سنوات هو متعطش لاستعادة بريقه، ويحاول فرض وجوده أكيد، في دورة غينيا الاستوائية. أما منتخب جنوب إفريقيا فتعوّد على خوض هذه البطولة، وسبق له أن فاز علينا بنتيجة 2/1 في ذات المسابقة، وأظهر أيضا إمكانيات كبيرة في مشوار التصفيات. وعليه مهمة منتخبنا ستكون جد صعبة. ما هو المنتخب الذي يشكّل الحلقة الضعيفة في مجموعة الجزائر ؟ صراحة لا توجد حلقة ضعيفة في مجموعة الجزائر، لأن كل المنتخبات قوية وتطمح للذهاب بعيدا في هذه الدورة. ولكن حسب اعتقادي، فإنّ اللقاء الأول ضد منتخب جنوب إفريقيا هو مفتاح التأهل إلى الدور الثاني، ويجب الفوز به من أجل كسب اللاعبين ثقة أكبر في النفس قبل مواجهتي السينغال وغانا. أصحاب الاختصاص يرشحون الجزائر للتتويج باللقب الإفريقي في غينيا الاستوائية، بالنظر للوجه الذي أظهره رفقاء براهيمي في مونديال البرازيل وكذا في تصفيات كأس أمم إفريقيا، ما تعليقك؟ صحيح أنّنا نملك منتخبا قويا وأتمنى تتويجه بالكأس القارية، ولكن كأس أمم إفريقيا تختلف عن المونديال، فخوض “الكان” في أدغال إفريقيا وفي ظروف مناخية صعبة أمام منافسين من القارة السمراء، يشكل عائقا كبيرا أمام “الخضر”، وهذا العائق لا يعاني منه منتخبنا فحسب، بل كل منتخبات شمال إفريقيا. كما أنّنا واجهنا منتخبات متوسطة، في مشوار التصفيات، وعليه فإن نهائيات كأس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية هي بمثابة اختبار لمعرفة مستوانا الحقيقي أمام ثلاثة منتخبات قوية من العيار الثقيل. وأتذكر في دورة 82 في ليبيا، كنا مرشحين للتتويج بالكأس الإفريقية، لكنّنا خرجنا من الدور نصف النهائي ضد غانا، ولكننا ذهبنا إلى مونديال إسبانيا وفزنا على ألمانيا والشيلي، وهذا دليل على أن الأمور تختلف بين “الكان” والمونديال”. لقد اطّلعت في مختلف وسائل الإعلام على تصريحات الفنيين الذين يرشحون الجزائر للتتويج بالكأس الإفريقية، على غرار المدربين كلود لوروا وألان جيراس، فلماذا لا يرشح هذان المدربان فريقيهما للتتويج بالكأس، الأمور واضحة، لوروا وجيراس يحاولان الضغط على لاعبينا خلال انطلاق المنافسة، وبالمناسبة أوجّه رسالتي إلى اللاعبين وأحذرهم من مغبة الوقوع في هذا الفخ، ويجب تفادي الانطلاق من فكرة أنّهم الأحسن إفريقيا. بحكم تجربتك في أدغال إفريقيا مع المنتخب الوطني، ما هي النصيحة التي توجهها للاعبين وللمدرب الوطني غوركوف؟ نصيحتي للمدرب غوركوف أن يحضر لنهائيات كأس أمم إفريقيا في بلد يمتاز بمناخ استوائي ولديه نفس الخصائص الطبيعية لغينيا الاستوائية، وهذا حتى يتسنى للاعبين التأقلم مع المناخ خلال إقامتهم في فترة النهائيات في البلد المنظم للدورة. ونعلم جميعا أن منتخبنا الوطني يملك لاعبين أغلبيتهم ينشطون في أوروبا، ولهذا هم بحاجة إلى التأقلم مع المناخ الاستوائي بإقامة التحضيرات في بلد قريب من غينيا الاستوائية. وأتذكر عندما كنت لاعبا في المنتخب الوطني، قمنا بتحضيرات جدية في البنين سنة 80، استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها نيجيريا، وتمكنّا بفضلها من الوصول إلى النهائي الذي خسرناه كما تعلمون ضد نيجيريا (3/0). ألا تعتقد أنه لو احتضنت المغرب هذه الدورة لتضاعفت فرص الجزائر للتتويج بالتاج القاري؟ أنا شخصيا تمنيت لو احتضنت المغرب هذه الدورة، وبالفعل كانت ستتضاعف حظوظنا، خاصة أن مناخ المغرب يشبه مناخ الجزائر، ولا يشعر لاعبونا بالفرق ويستطيعون التأقلم بسرعة هناك، ناهيك عن ضمان تواجد أنصارنا بقوة في المغرب عكس ما هو عليه الحال في أدغال إفريقيا. هناك من يرى أنّ رفض المغرب احتضان كأس أمم إفريقيا ليس بسبب وباء إيبولا، ما تعليقك؟ أحترم قرارات المغرب، ولا أريد الدخول في هذا الجدل، فلست الوحيد الذي تمنى إقامة “الكان” في المغرب، بل كل الجزائريين تمنّوا ذلك. فبحكم أننا نملك منتخبا قويا ويضم في صفوفه لاعبين كبارا، علينا أن نتفاءل ونطمح للتتويج بالكأس مهما كانت هوية البلد الذي سيحتضن الدورة. نهائيات كأس أمم إفريقيا صارت تشكل صداعا بالنسبة للنوادي الأوروبية التي تفتقد لاعبيها الأفارقة في مواعيد هامة لفترة قد تصل إلى أربعة أسابيع، وهو ما يجعل اللاعب الإفريقي غالبا يدفع الثمن بتعرضه لمشاكل تصل إلى حد التهميش، وهو ما يخشاه لاعبو الخضر؟ لماذا كأس أمم أوروبا تجرى في شهر جوان، عندما ينتهي اللاعبون من كامل التزاماتهم مع نواديهم، في حين يحدث العكس عندنا في إفريقيا، فالكاف قادرة على تفادي حدوث مشاكل للاعبين الأفارقة وحماية مستقبلهم الاحترافي ببرمجة نهائيات كأس أمم إفريقيا في شهر ماي أو جوان عوض شهر جانفي، وتحمي بذلك أيضا مصالح النوادي. أظن أن الوقت قد حان لإعادة الكاف النظر في موعد إقامة نهائيات كأس أمم إفريقيا. صار براهيمي، لاعب فريقك الأسبق بورتو، يشكل مادة دسمة لدى مختلف وسائل الإعلام الأوروبية التي تتحدث عن رحيله في الميركاتو الشتوي إلى فريق كبير، هل ترى أن الوقت مناسب للاعب كي يغيّر الوجهة؟ براهيمي لاعب ممتاز وهو ينشط حاليا في ناد كبير يلعب الأدوار الأولى في البرتغال وفي رابطة أبطال أوروبا، يجب تفادي الحديث كثيرا عن هذا اللاعب، وأنصحه بعدم الاهتمام أكثر بموضوع العروض التي تصله، والتركيز على العمل مع فريقه بورتو وما ينتظره أيضا مع المنتخب الوطني من تحديات في دورة غينيا الاستوائية، ويدع الأيام هي التي تحدّد وجهته، لأنّ الوقت غير مناسب بالنسبة له للحديث عن العروض، وهذا قد يشكل له ضغطا نفسيا قد يؤثر على مردوده. “الكاف” أقصت براهيمي من قائمة اللاعبين الخمسة المرشحين لجائزة أحسن لاعب إفريقي، هل ترى أن عدم ترشيحه لهذا اللقب كان منطقيا؟ غياب براهيمي ليس منطقيا، صراحة عدم اختيار براهيمي لجائزة أحسن لاعب إفريقي صدمني كثيرا، وأجهل المعايير التي اعتمدتها هيئة حياتو لاختيار أحسن اللاعبين الأفارقة. فبراهيمي قدّم مشوارا رائعا مع المنتخب الوطني في مونديال البرازيل، وكذا خلال تصفيات كأس أمم إفريقيا، وتألق أيضا مع فريقه بورتو في المنافستين المحلية والأوروبية، وتوقعت اختيار براهيمي رفقة فغولي ضمن هذه القائمة. على ذكر نادي بورتو، فإن المدرب الأسبق لهذا النادي، أرثور جورج، تولّى العارضة الفنية لمولودية الجزائر، فماذا تعرف عن هذا التقني ؟ أرحب بأرثور جورج في الجزائر، رغم أنّني لم ألتق به بعد، وآخر لقاء جمعني به كان منذ أسابيع في البرتغال، فهذا المدرب غني عن كل تعريف، وقد حقق نتائج إيجابية في النوادي التي درّبها، على غرار فريقي الأسبق بورتو، وأتمنى له التوفيق مع فريقه الجديد مولودية الجزائر، الذي سيبقى فريقا كبيرا وعريقا لا يستحق المكانة التي يحتلها في الترتيب العام للبطولة. هل تعتقد أنّ أرثور جورج قادر على إعادة المولودية إلى مكانتها الحقيقية والخروج من المنطقة الحمراء؟ أرثور جورج مدرب كبير ولديه الخبرة، ولكن لا يملك عصا سحرية، لأنّ خروج مولودية الجزائر من الوضعية التي تمر بها تتطلب تضافر جهود الجميع من مسيرين ولاعبين وأنصار. وكما قلت، أرثور جورج مدرب قدير تعلّمت معه الكثير عندما كنت في فريق بورتو، كما نلت معه عدة ألقاب أوروبية ومحلية، ولديه لمسة خاصة، ما يجعلني أجزم بأن بصمته في المولودية ستظهر من دون شك، لكن كما قلت يجب مساعدته من طرف الجميع. ما هي ميزة أرثور جورج بحكم التجربة التي كانت لك معه في بورتو ؟ أرثور جورج مدرب يحب كثيرا عمله ويحرص على الجدية في التدريبات، ويصر أيضا على الانضباط، ورسالتي للاعبي المولودية هي ضرورة العمل والتأقلم مع هذا المدرب وليس إجبار أرثور جورج على التأقلم معهم. الأندية الجزائرية المحترفة صارت تعتمد على المدربين الأجانب، هل ترى أن هذه السياسة تساعد على تحسين مستوى الكرة الجزائرية ؟ النوادي المحترفة حرّة في سياستها، فهناك نواد نجحت بمدربين أجانب وأخرى نجحت بمدربين محليين، مثلما هو الحال بالنسبة لوفاق سطيف الذي نال التاج القاري عن جدارة واستحقاق مع المدرب الشاب خير الدين ماضوي، وهو دليل على وجود الكفاءة المحلية وبحاجة فقط إلى التفاتة وإلى من يضع فيها الثقة. نشب مؤخرا خلاف بين قطبين من أقطاب فريق جبهة التحرير الوطني، محمد معوش ورشيد مخلوفي، ووصل الخلاف إلى حد تبادل اتهامات خطيرة عبر وسائل الإعلام، ما تعليقك على هذه القضية ؟ أتأسف كثيرا لما حدث بين هذين الرمزين، فرشيد مخلوفي أعطى الكثير للجزائر وتعلّمت عليه الكثير في مشواري الكروي سابقا، وفريق جبهة التحرير الوطني كان دائما قدوتنا في التضحيات. كان على الرجلين تفادي مثل هذه الخلافات عبر وسائل الإعلام من أجل الحفاظ على رمز من رموز الثورة وتاريخ الجزائر. وأتمنى أن يتفاديا مستقبلا مثل هذه الخلافات.