أودع مواطن من بلدية الإدريسية بولاية الجلفة، شكوى رسمية ضد المؤسسة العمومية الاستشفائية الإدريسية، بعد أن لفظت زوجته أنفاسها في لحظة الولادة، باعتبار أن المؤسسة لم تتكفل بها لإجراء العملية القيصرية لعدم وجود طبيب التخدير، ولم توفر لها سيارة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى عاصمة الولاية، بحجة أن حالتها لا تستدعي السرعة، ما جعله ينقلها على متن سيارة خاصة، لكن توفيت الزوجة قبل وصولها إلى عاصمة الولاية، ما أثار موجة غضب لدى سكان البلدية، حيث فتح مدير المستشفى تحقيقا في الواقعة التي حدثت ليلا. ما تزال حادثة وفاة امرأة في منتصف العشرينات ببلدية الإدريسية في لحظة المخاض، تثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، خاصة أن الأمر يتعلق بالمؤسسة العمومية الاستشفائية التي فتحت أبوابها قبل نحو سنة، فالزوجة حسب شكوى الزوج جاءها المخاض فنقلها في حدود التاسعة والنصف ليلا إلى المؤسسة الاستشفائية، وهناك تم الكشف عنها ووجدوا حالتها تتطلب عملية قيصرية، ونظرا لعدم وجود طبيب مخدر، طبيب كوبي في عطلة وآخر دخل في تعويض أيام العمل، طُلب من الزوج نقل زوجته إلى مستشفى “الأم والطفل” بعاصمة الولاية. ونقل الزوج زوجته على متن سيارة خاصة، كون سيارة الإسعاف معطلة، حسب ما ورد في شكوى الزوج التي استلمت “الخبر” نسخة منها، وفي طريقه إلى المستشفى توقف عند المجمع الصحي لبلدية القديد التي تبعد بنحو 26 كم عن الإدريسية في حدود منتصف الليل، وهناك تم فحصها من طرف الطبيب وقرر نقلها إلى عاصمة الولاية على متن سيارة إسعاف ورافقها ممرض، فيما واصل الزوج رحلته وراء سيارة الإسعاف، ويقول إنها كانت مسرعة إلى درجة قصوى حتى أنه لم يستطع اللحاق بها. لكن المصيبة أنه حين وصل إلى أبواب مستشفى الأم والطفل، قالوا له إن الزوجة توفيت قبل الوصول، ليصدم مرة أخرى حسب شكواه بسيارة الإسعاف التابعة للمؤسسة الاستشفائية بالإدريسية تصل بمريض آخر، مع أنهم قالوا له إنها معطلة، ما أخَّر نقل زوجته إلى المستشفى. وفجرت الحادثة موجة غضب وسخط بين السكان على المؤسسة العمومية الاستشفائية بالإدريسية التي أصبحت حديث الجميع، لتقوم إدارة المستشفى بفتح تحقيق في الحادثة، حيث صرح المدير ل “الخبر” بأن الطبيب المسؤول في قسم التوليد قدم عرضه حول هذه الحالة المتمثلة في وجوب عملية قيصرية، ولا وجود لخطر عليها في حال تأخر وصولها إلى مستشفى عاصمة الولاية، وبالتالي لا تتطلب سيارة إسعاف لأن هذه السيارة قد تتطلبها حالة مستعجلة أكثر من هذه الحالة، ولعدم توفر الطبيب المخدّر تم منحه مراسلة للتوجه إلى مستشفى الأم والطفل بالجلفة. وأضاف المدير أن الزوج قد يكون أخطأ التقدير عندما عرج على المجمع الصحي ببلدية “القديد”، ما ضيع عنه بعض الوقت. وفيما يؤكد مدير المؤسسة الاستشفائية مواصلة تحقيقاته لاتخاذ الإجراءات، أودع الزوج شكواه لدى وكيل الجمهورية.